هو: تصر زوجتي على إحراجي، عندما تخبرني أن فرحًا عائليًا سيتم بعد أيام قليلة، وأنها جمعت كل النقود وقامت بشراء فستان للسهرة معتبر يليق بمقامي ومكانتي، وحتى تشرفني أمام القاصي والداني بالحفل، فهي لا تريد أن تظهر بمظهر أقل من ابنة خالتها نانا، أو بنت عمها رجل الأعمال، بل أجدها تنافس العروس بانتقائها إكسسوارت مبالغ فيها، حتى تتلألأ وسط الفرح مثل نجف بنور.. كل هذا يهون قليلًا أمام سخريتها من البدلة السوداء الفاخرة، والتي تعتبرها موديلًا قديمًا عفا عليه الزمن، المصيبة أنها لا تترك لي فرصة لشراء بدلة جديدة. لا يمر شهر إلا وأجدها تقفز بوسط الغرفة تلاطفني بمعسول الكلمات، لتأخذ مرادها من فلوسي وتسرع لشراء أغلى الفساتين، بينما أكتفي بمصمصة شفتي مع ترديد دعائي: حسبي الله ونعم الوكيل، لا تشعر بحيرتي كل شهر عند سداد أقساط متطلبات الحياة.. والعجيب أن زوجتى تكون مثار انتقاد وسخرية لا بأس بها، بسبب مغالاتها بالتزين ووضع مساحيق التجميل، التي تجعلها مثل شمعة منورة وفم مهرج. هي: هو لا يكترث بمشاعري ومظهري أمام أقاربي، خاصة بالمناسبات السعيدة، يريدني أن أتقشف مثله وأظل بفستان وحيد يتيم، ولا مانع من "تقييفه" إن لزم الأمر، يتعلل بسوء أحواله المادية مع أن عمله يدر عليه دخلًا معقولًا إلا أنه ينكر ذلك، وحجته أنه مازال يدفع أقساط السيارة الجديدة. لا أحب أن يعايرني أهلي به، خاصة أنهم من علية القوم وأثرياء المجتمع، معظم النساء بالعائلة يحضرن أي فرح وكأنهن في مباراة لإظهار مجوهراتهن، أو عرض أزياء عالمي لأحدث خطوط الموضة.. الذي يغيظني هو عدم اهتمامه بمظهره في تلك المناسبات، وكأنه زاهدًا بالدنيا لا يلقى بالًا إلى نصائحي، بضرورة شراء أكثر من بدلة تعمر دولابه الفارغ.