قالتها من قبل.. حبت بإخلاص.. غدر الحبيب من قبل.. ثم تحطّمت الأحلام. كسرت الأواني.. ودمّرت الخيام.. قررا الفراق.. عندها وجدت نفسها وحيدة شريدة مثل القطط بين الجبال، تبحث عن مأوى فلم تجد.. بين الحين والآخر تذهب وتأتي بين الماضي والحاضر. تشتت الأفكار.. وتذبذبت الأحاسيس.. إلى أين أذهب.. يمينًا أم يسارًا.. قلبًا أم عقلاً. فقررت أن تتذبذب كموجات البحر بترددات متناغمة.. عندها تجد نفسها متناسقة.. متحابة.. ولكن أمطار العشق ممطرة ممطرة ممطرة. أمطرت حتى تعالت الأمواج.. تبعثرت الأوراق.. وأخذت في الصياح. لماذا تحاولين أن تهزيني أيتها السماء؟.. وبعد أن لملمت مياهها في مجرى واحد أخذت تتأقلم مع الظروف.. وتحاول مرة أخرى، وسلّمت نفسها إلى البحار.. البعض يسقيها.. والبعض يدنيها.. والبعض يحييها. قررت أن تتفرد أن تتغير.. تكون مختلفة عن بقية الأمواج.. وعندما استقرت قررت أن تسقي كل من حولها.. ألا تصطدم بأي أمواج أخرى.. تحطمت كل الأشياء.. حتى قابلتها إحداهما فقررت أن تسقيها بشكل مختلف. لفتتها.. جذبتها.. أتقنت اللعب معها، فتأثرت بها، أصبحا مترافقين دائمًا. فبعد أن تأثرت بالاصطدام بالكثير.. تغيرت ثم أبدعت، فليست كل الأمواج قاسية، قد نتعلم من واحدة والثانية والثالثة.. ثم نقابل شبيهاتهم. فالحياة أمواج قد نتعلم منها فتأتي على مختلف الأمزاج.. تخطفنا واحدة ونتجاهل واحدة ونتعجب من أخرى. قد تعلمنا أيضًا أن نبعد.. وتعلمنا أن نقترب، وممكن أن تغربنا.. أو أن تتركنا.. أو أن تذكرنا بماضٍ قد فات.. قد سقانا مرًا.. قد روينا السم وتناسينا، ولم ننسَ، ولكن موج الحاضر مختلف، فهو مصير كل منا. قد نمسكه أو قد نتركه.. قد نحبه أو نكرهه على هوى إحساسنا.. إن لم يكن الموج حساسًا فلم تأثر بالرياح.. فرياح تأتي لتنسيه ورياح تأتي لتقوّيه، فوجوده أساس لكي تتحرك وتتهادى.. فأنا أراه جميلاً عندما ينعكس نور الشمس عليه فيزيده بريقًا أكثر تكسبه الروح والطمأنينة.. وتعيش في سلام تام.