رصدت مجلة "كومنتاري" الأمريكية، أنباء عن اجتماع ممثلي وكالات استخباراتية أوروبية مع نظراء لهم من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لتبادل معلومات حول جهاديين أوروبيين أتوا إلى سوريا لمقاتلة قوات الأسد. وقارنت بين هذا الاجتماع واجتماع متخيل إبان الحرب العالمية الثانية بين ممثلي وكالات استخباراتية غربية ونظرائهم من النظام الألماني بقيادة أدولف هتلر؛ بهدف جمع معلومات حول عمليات تجسس السوفييت. وقالت المجلة: إن مخاوف تلك الوكالات التي شملت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مفهومة في ظل التخوف من خطورة أن يعود هؤلاء الجهاديون إلى بلادهم ويمارسون أعمال الإرهاب بعد معايشتهم لها في سوريا. واعتبرت "كومنتاري"، اجتماع ممثلي تلك الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد بمثابة دليل على قناعتها باستمرار الأسد في السلطة، وتساءلت المجلة كيف لا تقتنع تلك الدول باستمرار الأسد في ظل رفض الولاياتالمتحدة قيادة أي ائتلاف دولي للإطاحة بالنظام السوري؟.! ورصدت المجلة الأمريكية، في هذا السياق توقف إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن تزويد المعارضة السورية بأسلحة غير فتاكة مخافة وقوعها في الأيدي الخطأ بينما أبرم أوباما صفقة للتخلص من السلاح الكيماوي مع النظام السوري بما يشير إلى شراكة وتعاون بين النظامين. ورأت المجلة هذا التعاون بمثابة خطوة نحو التسامح الضمني مع الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد تعيد إلى الأذهان تعاون الغرب مع نظام صدام حسين في حربه ضد إيران في حقبة الثمانينيات، واستدركت بالإشارة إلى أنه ربما لا يوجد بديل على الساحة السورية؛ حيث البديل عن عنف الأسد هو عنف تنظيم القاعدة على الجانب الآخر. واختتمت مجلة "كومنتاري" الأمريكية: بالقول إذا كان الأمر كذلك، فإنه اتهام صريح بفشل الغرب في التعاطي مع الأحداث في سوريا.