لم يسعفه الوقت ليبدأ حياة جديدة مع عروسه التي اختارها قلبه، وجمعتهما قصة حب رغم اختلاف محافظتهما، فبعد تقديمه «الشبكة» لعروسه بمحافظة دمياط في حفل خطوبة بهيج ضم الأهل والأصدقاء من الأسرتين، وأثناء عودته لمسقط رأسه بقرية الشمارقة التابعة لمركز كفر الشيخ، لقي الشاب خالد خيري، 26 عاما، مهندس، مصرعه إثر حادث أليم على طريق "دمياط - بلطيم"، فقبل ساعات كانت قريته، على موعد مع الفرحة حيث فرح الأصدقاء بخبر خطبته ولكن الفرحة لم تدم إلا ساعات وتحولت القرية إلى سرادق عزاء عقب دفن جثمانه بمقابر العائلة. وسيطر الحزن على قريته وبين أصدقائه وعلى صفحات التواصل الاجتماعي التي تحولت لدفتر عزاء للشاب. وتفاعل عدد كبير من رواد "فيس بوك" سواء كانوا يعرفونه أو لا، حيث انتشرت قصته بين الصفحات المختلفة. "كان خلوقا وقورا، نشيطا محبا للخير، مثقفا وعضوا في لجنة النشاط الطلابي بكلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ"، بهذه العبارات نعت إيمان راغب، أول رئيس لاتحاد جامعة كفر الشيخ، المهندس خالد. وقالت إيمان في تدوينة لها عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "عمري ما اتعاملت معاه بس وأنا في إعدادي هندسة كان من الناس اللي ماسكة النشاط الطلابي في الكلية وحقيقي كنت بحترمه جدا زي كتير من رواد أسرة رسالة، أنا مصدومة جدا من خبر وفاته اللي كان بعد ساعات من خطوبته". وتابعت رئيس الاتحاد: "مفيش كلام ممكن يصبرك يا روان ولا يصبر أهله بس أكيد ربنا أرحم وأحن عليه". لم تقتصر صفحات "فيس بوك" على تقديم العزاء ونعي الشاب، بل عدّد البعض صفاته الحميدة التي كان يتمتع بها. وكتب شاب يدعى محمود الحصري، تدوينه ناعيا فيها خالد قائلا "ربنا يصبر كفر الشيخ على مصابها، فالحادث أليم وشاب في عمر الزهور صعدت روحه لخالقها بعد ساعات قليلة من خطبته". ودوّن أحد أبناء قريته ويدعى محمد علي، "كان شابا خلوقا ومهذبا ويشهد الجميع باحترامه، خبر وفاتك صدمنا يا خالد، دفناك ومش قادرين نستوعب ما حدث، أنت كنت في وسطنا امبارح وبتضحك وكأنك بتودعنا، فرحنا بخبر خطوبتك وبعدها بساعات كسرنا الحزن ومش قادرين ننطق من الصدمة".