قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن قرار الرئيس مرسي بالتخلص من كبار القادة العسكريين يأتي استجابة لرغبة صغار الضباط في تطهير الجيش، وتحميلهم المسؤولية للحرس القديم عن سلسلة من المشاكل داخل المؤسسة العسكرية، وتدخل القوات المسلحة في الحياة السياسية بعد الثورة. ونقلت الصحيفة عن أحد الضابط (قائد وحدة عسكرية رفض ذكر اسمه) قوله إن الروح المعنوية في الجيش منخفضة بسبب ضعف المرتبات والمحسوبية، وعدم مطابقة المعدات للمواصفات، وانعدام فرص الترقي، والدور السلبي لبعض القيادات. وأضافت الصحيفة أن هذه الشكاوى تبلورت بدرجة أكبر بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل 16 جنديا في رفح، مما أدى إلى غضب بين الضباط، وقال الضابط إن "الجيش لم يتغير.. أعطونا المعدات اللازمة لكي نعمل.. لا يمكن أن تطلب مني تأمين 30 كيلومترا مربعا من الصحراء بعربات متهالكة وعدد محدود من الجنود"، وأضاف أن "الجنود يُزَوَّدُون بمعدات متهالكة أو غير صالحة لأداء المهام، وهناك حالة من الغضب نتيجة بقاء قادة الجيش لفترات طويلة.. ويكفي ما قضاه المشير وعنان من سنوات في القيادة... نريد التطوير ونريد دماء جديدة، ولا نريد وزراء يظلون في مناصبهم 30 أو 40 عاما مرة أخرى"، وأضاف أن "مرسي لم يكن أمامه أي خيار آخر غير إقالة المشير طنطاوي، وإذا سألت أي شخص من الذي يحكم مصر سيقول لك المشير على الفور. تغيير هؤلاء القادة خطوة ذكية من جانب مرسي، فقد انتظر التوقيت المناسب لكي تسير البلاد في الاتجاه الصحيح". وتابعت الصحيفة "من الواضح أن قرارات مرسي لقيت قبولا داخل الجيش، ففي اليوم التالي للإطاحة بكبار القادة (المشير ورئيس الأركان) لا توجد مؤشرات على أن الجيش يحتشد من أجل الاحتجاج عليها، وهو ما دفع العديد من المحللين للاعتقاد بأن الرئيس توصل إلى تسوية مع الجيل الجديد من القادة العسكريين، الذين يسعون لإعادة المصداقية للقوات المسلحة وتعزيز مواقفها، والحفاظ على المكانة المتميزة للجيش داخل المجتمع". واختتمت نيويورك تايمز بالقول إن "ذلك لا يعني في نفس الوقت أن الضابط وزملاءه راضون تماما عن الرئيس الجديد، فهم في الحقيقة (كما يقول الضابط) قلقون لأنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ونخشى من أن هذه الخطوة هي محاولة لكسب ولاء القادة الجدد، تمهيدا لخطوة أخرى في المستقبل".