تنطلق غدا الأحد بالقاهرة أعمال المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى حول "تطوير أداء عمليات حفظ السلام: من صياغة ولاية البعثة حتى خروجها" والذي ينظمه مركز القاهرة الدولي لتسوية المنازعات وحفظ وبناء السلام. ويأتي تنظيم المؤتمر - الذي تستمر أعماله لمدة يومين- في إطار الدور المصري الفاعل في مجال حفظ السلام وما تقدمه مصر من مساهمة في عمليات حفظ السلام الأممية. ومن المقرر أن يلقي السفراء حمدي لوزا نائب وزير الخارجية، وماساكي نوك سفير اليابان لدى جمهورية مصر العربية والمدير العام السابق لسكرتارية التعاون الدولي من أجل السلام بمكتب رئيس وزراء اليابان، وآن كجيرستي فروهولم مدير إدارة عمليات حفظ السلام في وزارة الخارجية النرويجية، ولاريزا جالادزا المدير العام لبرنامج عمليات السلام والاستقرار بوزارة الخارجية الكندية، كلمات في الجلسة الافتتاحية. ويلقي الكلمة الرئيسية في الجلسة جان بيير لاكروا وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام. ويوفر هذا المؤتمر منصة للمسؤولين من كبريات الدول الإفريقية والعربية المساهمة بقوات عسكرية وشرطية لتبادل وجهات النظر حول كيفية تعزيز حفظ السلام في الأممالمتحدة، من خلال معالجة الأبعاد الاستراتيجية والعملياتية الرئيسية للأداء عبر مختلف مكونات البعثات، بما في ذلك التخطيط والقيادة والجاهزية وبناء القدرات، كما يعد فرصة لتبادل الخبرات بين مسؤولي الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية وقادة البعثات. ويناقش المؤتمر عددا من الموضوعات من بينها ولايات مهام حفظ السلام، والصياغة والتخطيط والتنفيذ واستراتيجية الخروج، وجاهزية القوات وبناء قدرات القيادات العليا والمتوسطة، بما في ذلك التجهيزات والمعدات المطلوب توافرها والسلوك والانضباط، وسلامة وأمن قوات حفظ السلام، وتكامل أداء البعثات، ومجمل أداء البعثة، وكذلك تعزيز مشاركة المرأة في عمليات حفظ السلام، والإطار الإرشادي الاستراتيجي للقوات الشرطية، وشكل ومستوى المشاركة. ويشارك في هذا المؤتمر رفيع المستوى مجموعة من المسؤولين الحكوميين من كبريات الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية في عمليات حفظ السلام، بالإضافة إلى الدول والجهات المانحة، ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وكذلك قادة البعثات. وذكرت وكالة انباء "الشرق الأوسط"، أنه تم دعوة كبريات المراكز التدريبية والبحثية الإفريقية والعربية والدولية، فضلاً عن كبار الخبراء، للمشاركة في المؤتمر، وعرض النتائج التي توصلوا إليها في ختام المؤتمر، ومن المقرر إعداد ملخص للمناقشات وتقديمها كمساهمة في عملية إصلاح عمليات حفظ السلام الجارية. وتواجه بعثات حفظ السلام ضغوطاً متزايدة للتكيف مع بيئات أكثر خطورة وأكثر تقلبا، فاليوم، يعمل أكثر من ثلثي قوات حفظ السلام الأممية في ظروف معقدة، تتسم بالتهديدات غير المتماثلة، والأزمات الإنسانية واسعة النطاق، والعنف المستمر، وقد أثر ذلك بشکل کبير علي قدرتها علي العمل بأمان في مناطق البعثات وتنفيذ المهام الموكلة إليها. ومع تصاعد الضغوط على الميزانيات، يرتفع سقف التوقعات بأن تستخدم بعثات حفظ السلام أقل الموارد لتحقيق أفضل النتائج، وبينما تركز مبادرات الإصلاح الحالية على تعزيز قدرات القوات في عمليات حفظ السلام، فإن الحقائق العملياتية في أرض المهمة تتطلب إجراء ستعراض لأداء "البعثة بأسرها" لضمان تحسين صياغة ولايات عمليات حفظ السلام وتنفيذها، منذ النشر وحتى خروج البعثة. كما أن هناك حاجة إلى وضع استراتيجية سياسية واضحة لدعم تنفيذ الولاية، متضمنة رؤية شاملة لتحقيق السلام واستدامته، كما يعتبر ذلك مؤشرا بالغ الأهمية لقياس فعالية عمليات حفظ السلام ولتحديد مدى استمراريتها وما يرتبط بها في كل سياق على حدة. وأوضحت "الشرق الأوسط"، أنه في ضوء ذلك تأتي الجهود الأممية الجارية لإصلاح هيكل السلم والأمن، وجعل مشروع حفظ السلام أكثر ملاءمة للغرض منه..فبالإضافة إلى المراجعات الشاملة لثمان عمليات حفظ سلام، تمثل مبادرة السكرتير العام الجديدة "العمل من أجل حفظ السلام" (A4P) خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث تعيد تركيز عمليات حفظ السلام على ثلاث ركائز رئيسية هي: مواءمة عمليات حفظ السلام مع توقعات واقعية؛ وجعل البعثات أقوى وأكثر أمانا؛ وتجديد الالتزام بأولوية الحلول السياسية وتدريب القوات بشكل جيد، كما تدعو الأطراف المعنية إلى "تنفيذ كل منها لدوره على أكمل وجه". وباعتبارها إحدى كبريات الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية، تسهم مصر في الجهود الرامية إلى تعزيز فعالية عمليات حفظ السلام. فبالإضافة إلى التزامها المستمر بنشر القدرات المطلوبة لعمليات حفظ السلام الأممية، تواصل مصر لعب دور نشط ومؤثر في النقاشات الخاصة بتطوير المفاهيم والسياسات في مجال حفظ السلام.فخلال عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن الأممي (2016-2017)، ساهمت مصر في وضع مبادئ توجيهية مفصلة حول دور بعثات حفظ السلام في تحقيق استدامة السلام، على النحو المبين في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن رقم 27 لعام 2017.