وصوله إلى كرسي الرئاسة، وانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وقراراته الأخيرة بعزل أكبر القيادات العسكرية، جعل منه السلعة الأكثر استهلاكاً في السوق المصرية، بشهادة الباعة الجائلين. صورة واسم الرئيس محمد مرسي على "الميداليات، والملصقات، والتي شيرتات" وغيرها. "بعملها بأيدي"، يقولها أبو هشام، صاحب خيمة على رصيف ميدان التحرير، مزدحمة بخليط من الأعلام والأشكال والشعارات الوطنية والإسلامية، مؤكدا ل"الوطن"، إنه يصنع ميداليات "مرسي" بنفسه، إذ يأتي بالخامات من مصانع البلاستيك والألومنيوم، ثم يشكل الميدالية، لتأخذ طابعا سياسيا، ما بين شعارات تيار الإسلام السياسي، والناصريين، وصولا إلى شعارات مؤيدة للمجلس العسكري. ولأن الرئيس مرسي هو المسيطر بصوره على أرجاء الخيمة، فتجده مجاوراً لميداليات عبد الناصر والسادات وحازم صلاح أبوإسماعيل، ويمكنك أن تضع الرئيس في "دبوس يعلق على صدر البدلة"، وكذلك يمكنك أن "تلبس الرئيس" بتي شيرت أو كاب. ورغم كل ذلك فإن قلب وعقل "أبو هشام"، مع حازم أبو إسماعيل، الذي صنع له أول ميدالية دعائية، وصنع منها كميات، ووزعها تبرعاً لحملته الرئاسية، "لو ترشح أبوإسماعيل أنا هنتخبه تاني وتالت وعاشر لأن هو أحسن واحد فيهم". فرح أبوهشام بقرار إحالة المشير للتقاعد، "مستني القرار ده من زمان، لكن مرسي اختار الوقت المناسب وخرجه بره الملعب". واسترسل أبوهاشم بكل بساطة، "الإقبال زاد على صور مرسي وميدالياته بعد القرار، والدنيا رجعت تمشي تاني"، حسب قوله. أما حزب "الحرية والعدالة"، فقد حصد مقاعد الأغلبية في خيمة أبوهشام، بمجموعة من الأعلام والميداليات التي تحمل شعارات الحزب على وجه، وشعار جماعة الإخوان المسلمين على الوجه الآخر، "كلاهما واحد حتى فى الميداليات". ولم يفت أبوهشام تجسيد مشروع النهضة، في لوحة فنية، تعبر عن الوضع السياسي في مصر. وتترواح قائمة أسعار ميداليات "مرسي" و"الحرية والعدالة" و"مشروع النهضة"، بين 2.5 جنيه للواحدة، و25 جنيها للتي شيرت الذي يحمل صورة مرسي، وعلم "الإخوان" بين 10 و 15 جنيها.