كيف انتهت حياة "أحمد" 65 سنة؟ قُتل بضربة من آلة حادة على مؤخرة رأسه، وهناك آثار طعنات في مختلف أنحاء جسده نتيجة التعدي عليه بسلاح أبيض "سكين" داخل شقته في الحي الأول بمدينة الشيخ زايد. "أحمد عبد الأمير".. المجني عليه، عُثر عليه مكبل اليدين والقدمين، وبه جروح في مختلف أنحاء جسده، وتهشم بمؤخرة الرأس نتيجة التعدي عليه، وتبين اختفاء خاتم ذهب و1000 جنيه، وهو رجل أعمال عراقي ويحمل الجنسية السويدية مقيم في القاهرة منذ 5 سنوات، متزوج من فتاة 17 عاما، مقيمة في منطقة أرض اللواء في العجوزة وسط محافظة الجيزة. كانت الفتاة دائمة الشجار معه، وقبل الواقعة ب3 أيام غادرت الشقة إلى منزل أسرتها بسبب خلافات مع المجني عليه، وعادت لعثر عليه جثة هامدة مقتول ومكبل اليدين والقدمين، بحسب ما جاء في تحريات المباحث. وبعد 10 أيام من العثور على الجثة، كشفت أجهزة الأمن لغز الجريمة، وكذا التحريات والتحقيقات التي جرت تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، عن أن المتهمة الرئيسية "خالة الزوجة"، استعانت بشابين آخرين لقتل الضحية وسرقته، وجاءت التفاصيل التي جرت خلال الأيام الماضية حتى الكشف عن ملابسات الواقعة وحكاية الضباط المزيفة كالتالي: - جوزي اتقتل قبل 10 أيام، ورد بلاغ إلى قسم شرطة الشيخ زايد من ربة منزل 17 سنة، بالعثور على زوجها مقتولا داخل شقتهما، وانتقل إلى مسرح الجريمة، المقدم سامح بدوي رئيس مباحث قسم الشيخ زايد، والرواد محمد المسلمي، وعمرو شقوير، وعماد الخولي، معاوني مباحث القسم، إلى مكان الواقعة. وتبين من خلال المعاينة، أن "المجني عليه مكبل اليدين والقدمين، تهشم في الرأس، وسحجات وكدمات في مختلف وطعنات أنحاء جسده، وتبين سلامة منافذ ومداخل الشقة"، وعقب الفحص المبدئي للبلاغ، أخطر اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، وانتقل إلى مكان البلاغ، وبصحبته اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عاصم أبوالخير رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر. واستكمل فريق البحث المعاينة، وأخطر المستشار مدحت مكي المحامي العام الأول لنيابات أكتوبر، وانتقل أيضا فريق من النيابة بصحبة المعمل الجنائية، وناظرت النيابة الجثة، وقررت عرضها على الطب الشرعي لتشريحها، ورفعت البصمات. وبمجرد انتهاء المعاينة، استجوب فريق البحث زوجة المجني عليه، وقالت: "إنها متزوجة منذ قرابة 3 سنوات عقب وصول المجني عليه من السويد، وإقامته في مدينة الشيخ زايد، وهناك خلافات أسرية بينهما، وتركت بسببها الشقة قبل الجريمة ب3 أيام، وذهبت للإقامة مع والدتها في منطقة أرض اللواء". - الضباط المزيفين عقب الانتهاء من مناقشة الزوجة، عقد اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، اجتماعا موسعا ضم اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عاصم أبوالخير والعقيد عمرو حجازي والمقدم سامح بدوي، واستعرض مدير المباحث خطة البحث، وجاءت كالتالي، فحص علاقات المجني عليه، والمترددين عليه مناقشة حارس العقار والجيران وكاميرات المحلات القريبة من المكان، بعدما تبين أن هناك مشاجرة نشبت بين الضحية والمتهمين لوجود بعثرة في مسرح الجريمة. وتبين اختفاء خاتم ذهب كان يرتديه الضحية، ما يؤكد أن الجريمة بدافع السرقة. بعد مرور 10 أيام من البحث والتحري، توصلت تحريات اللواء محمد عبدالتواب، من خلال فحص الكاميرات والمترددين على المجني عليه والمشاهدات التي أدلى بها حارس العقار وعدد من الجيران، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة خالة زوجة الضحية، وتدع "أمنية" 32 عاما، محكوم عليها بالحبس في قضية شيك، وأنها استعانت بشابين "محمد" 27 عاما، عاطل، و"عبد الأول" 35 سنة، والاثنين سبق اتهامها في قضايا خطف وسرقات، واتجار في المخدرات وحيازة سلاح أبيض. وجاءت الخطة كالتالي: "أنه يوم الواقعة توجهوا بسيارة ملاكي ملك الثالث تم ضبطها حيث انتظرتهم المتهمة الرئيسية (خالة الزوجة)، بالسيارة وصعد الثاني والثالث لشقة المجني عليه وادعيا أنهما رجال الشرطة إلا أن المجني عليه ارتاب في أمرهما، وحاول الاستغاثة فتعديا عليه بالضرب على رأسه عدة مرات، وسددا له عدة طعنات بسلاح أبيض فأوديا بحياته، وبتفتيشهما للشقة عثرا على مبلغ مالي ولاذوا بالفرار".
- قتلته.. مرضيتش يساعدني وجاء في محضر الشرطة أنه عقب ضبط المتهمة الأولى، والمتهم الثاني بعد إعداد عدة أكمنة، وبحوزته "طبنجة وطلقتين من ذات العيار"، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة بالاشتراك مع الثالث.. واعترفا بارتكاب الواقعة. وبحسب ما جاء في محضر الشرطة، أن المتهمة الرئيسية قالت: "إنها طلبت مساعدة مالية من المجني عليه إلا أنه رفض الأمر الذي أثار حفيظتها، فخططت لسرقته وفي سبيل ذلك اتفقت مع الثاني والثالث، على تنفيذ الجريمة". -حبس المتهمين.. والبحث عن الهارب عقب تسجيل اعترافات المتهمين، أمر اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار مدحت مكي المحامي العام الأول لنيابات أكتوبر، وباشرت النيابة التحقيق في الواقعة، وقررت حبسهما على ذمة التحقيقات، وأمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب. ولا تزال قوات الأمن تواصل جهودها لضبط المتهم الثالث الهارب، وانطلقت عدة مأموريات للبحث عنه في الأماكن التي يتردد عليها لضبطه، تنفيذا لقرار النيابة العامة لتورطه في الجريمة. وحاولت "الوطن" التواصل مع زوجة المجني عليه إلا أنها رفضت الحديث عن تفاصيل الواقعة، وأيضا لم تتمكن من الحديث مع محامي المتهمين لانشغاله بحضور التحقيقات الخاصة بالمتهمين في النيابة العامة.