يعرفه سكان السويس جيدا، كانوا أول من اصطدموا به فى الفترة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير، ليس فقط بصفته قائدا للجيش الثالث الميدانى هناك، وإنما لاختلافهم حول تورطه فى محاكمة ثوار «السويس» عسكريا، الأمر الذى جعل ميدان الأربعين ينقسم حول تهنئة الرئيس محمد مرسى بقراراته بعزل القيادات العسكرية، وفى الوقت نفسه اعتراض البعض على ترقية اللواء صدقى صبحى سيد أحمد إلى رتبة فريق ليحل محل سامى عنان رئيسا للأركان، فكان اختلافهم رحمة تجعله يحظى بفرصة لتولى منصبه الجديد. 7 سنوات فاصلة فى حياة الفريق «صبحى» هى الفترة التى قضاها «عنان» رئيسا للأركان، وهى نفسها الفرق بينهما فى سنوات العمر، قضاها ما بين دوره كرئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية، وقائد الفرقة 19 بالجيش الثالث الميدانى والمعروف عنها بطولاتها فى حرب أكتوبر، التى خاضها ومن قبلها «الاستنزاف» التى شارك فيها أيضاً. وقع صدقى فى اختبار كبير بتوليه مسئولية تأمين أكثر المحافظات اشتعالا، فى السويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر، واختلف أسلوبه بين الشدة والحزم أو كسب ثقة شيوخ القبائل، فتولى رئاسة أركان الجيش الثالث عام 2007 وقبل أن يمر على توليه 3 سنوات عين قائدا للجيش الثالث، حتى وصل إلى رتبة «الفريق» بقرار رئاسى. «لا تبادروا بالصدام، ويجب ضبط النفس، ومن يُهِن عسكريا فى الجيش يجب التصدى له».. كلمات أطلقها «صبحى» فى الفترة الماضية، تقبلها البعض ورفضها آخرون، فما زال ثوار السويس ينتظرون خروج زملائهم من السجون العسكرية، بينما يرفع «صبحى» شعار التصدى بحزم لكل من يقترب من «العسكر»، فيزداد الأمر سوءاً وتتعالى الهتافات مرة أخرى «يسقط حكم العسكر». يرى البعض أن «صبحى» رئيس العمليات بالجيش الثالث الميدانى السابق له ميول إخوانية، لم يربط أحد ذلك بكونه من مواليد محافظة الرئيس محمد مرسى بالشرقية، ولكن لمواظبته على الصلاة بالمسجد بشهادة جنوده، وإن كان بعضهم بادر بالتعليق على ذلك بأنه استخدم تلك الطريقة للتقرب من الجنود ومشاكلهم، بخلاف أوامره وجزاءاته المتعددة، التى كان للفرقة 19 نصيب كبير منها. من رتبه اللواء إلى الفريق ورئيس الأركان نقلة تعيد «صبحى» إلى الشاشات التليفزيونية، التى ظهر فيها قبل شهرين ظهورا عابرا لتكريمه ألف ضابط وجندى فى الجيش، ليطل مرة أخرى وهو يحلف اليمين الدستورى أمام الرئيس المنتخب، على الولاء لإرادة الشعب الذى ينتظر منه تنفيذ وعود مر عليها عام ونصف العام ولم تنفذ بعد بشأن الثوار.