خمسة نسخ من بطولة كأس العالم للأندية، خاضها الأهلي، نادي القرن الإفريقي، حاملًا لواء القارة السمراء في أكبر محفل عالمي للأندية، تباينت فيها نتائجه ما بين مشاركات رائعة، وأخرى مخيبة. المشاركة الأولى كانت في نسخة 2005 باليابان، وكانت باكورة مباريات الفريق الأحمر ضد بطل آسيا اتحاد جدة السعودي، الذي كان يمر بفترة ذهبية، ويضم لاعبين ممتازين على غرار نجم إنتر السابق السيراليوني محمد كالون، والنجمين السعوديين محمد نور وسعود كريري. وخيب الأهلي توقعات جماهيره، وخسر أمام "الإتي" بهدف من توقيع محمد نور في الدقيقة 78 من عمر اللقاء، وحملت جماهير النادي الأحمر حارسها الدولي عصام الحضري مسؤولية الهدف المتأخر، ما دفع الجهاز الفني للدفع بالبديل نادر السيد، في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس أمام سيدني الأسترالي. ودخل الأهلي لقاء سيدني على أمل حفظ ماء الوجه، ولكن الفريق تلقى الهزيمة الثانية على التوالي، بهدفين مقابل هدف وحيد، بتوقيع نجم مانشستر يونايتد السابق التريندادي دوايت يورك (35)، وزميله الأسترالي ديفيد كارني (66)، بينما وقع عماد متعب على الهدف الأول للشياطين الحمر في المونديال (45). ثاني المشاركات كانت في العام 2006، في اليابان أيضًا، وهي النسخة التي يتذكرها جميع مشجعي الأهلي، إذ قدم فيها القريق أداءً رائعًا، وأثبت للعالم أن الأندية الإفريقية تستطيع أن تقدم كرة قدم تضاهي نظيراتها في أوروبا وأمريكا الجنوبية. اللقاء الأول في البطولة جمع بين الأهلي وأوكلاند سيتي النيوزيلندي، وأنهاه الفريق المصري بهدفين نظيفين، بتوقيع الأنجولي أمادو فلافيو (51) ، والساحر محمد أبو تريكة (74)، ليتأهل بطل إفريقيا لنصف نهائي البطولة ويصطدم بإنترناسيونال البرازيلي. أدى الأهلي أمام نجوم السامبا بقيادة ألكسندر باتو عرضًا مميزًا، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من العبور للمباراة النهائية وملاقاة برشلونة، إلا أن الحظ عاندهم، وخسروا اللقاء بهدفين مقابل هدف وحيد. سجل ألكسندر باتو هدف السبق لإنترناسيونال (32)، وتعادل فلافيو مستغلًا عرضية نموذجية من طارق السعيد ليرتقي لها برأسه محرزًا هدفًا رائعًا (54)، قبل أن يخطف لويس أدريانو هدف الفوز في الدقيقة 72 من عمر اللقاء. وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، التقى الأهلي بكلوب أمريكاالمكسيكي، الذي كان يضم النجم بلانكو، وأدى رجال مانويل جوزيه أفضل مباراة لهم عبر مشاركاتهم في المونديال، بقيادة المايسترو محمد أبو تريكة الذي سجل هدفين (42، 79)، مقابل هدف واحد لكلوب أمريكا (كابانيس - 59)، ليقود الفريق المصري لتحقيق ثاني ميدالية عالمية للكرة المصرية، بعد برونزية كأس العالم للشباب 2001، بقيادة شوقي غريب. عاد الأهلي لليابان في عام 2008، بعد أن غاب عن المشاركة في النسخة التي تسبقها، بعد أن استعاد عرشه الإفريقي على حساب القطن الكاميروني. في المباراة الأولى، التقى الأهلي مع باتشوكا المكسيكي، وقدم شوط أول رائع، تقدم فيهه بهدفين، أولهما في الدقيقة 28 عبر المدافع فاوستو بنتو، بالخطأ في مرماه، والثاني سجله فلافيو (45). وفي الشوط الثاني، استطاع المكسيكيون العودة وتحقيق التعادل، عبر لويس مونتيس (47)، وكريستيان خيمينيز (73)، قبل أن يخطف الفريق اللاتيني فوزًا مستحقًا، بتسجيل هدفين آخرين في الوقت الإضافي، عن طريق داميان ألفاريز (98)، وكريستيان خيمينيز (110). ظهر جليًا في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، تأثر لاعبي الأهلي بالهزيمة امام باتشوكا، فلم يقدم الفريق المستوى المأمول، وخسر أمام أديلايد الأسترالي بهدف نظيف (7 - كريستيانو)، ليحتل المركز السادس. واختلفت المشاركة الرابعة (2012) للنادي الأحمر عن سابقاتها، لكونها الأولى تحت قيادة مدير فني مصري، هو حسام البدري. وقدم الأهلي مباراة افتتاحية رائعة، انتصر فيها على هيروشيما الياباني بهدفين لهدف، حملا توقيع السيد حمدي (15)، ومحمد أبو تريكة (56)، بينما سجل ساتو هدف اليابانيين (32). وفي نصف النهائي، اصطدم رجال حسام البدري بفريق كورنثيانز البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية، في مباراة قوية قدم فيها الأهلي أداء قوي، وخسر بصعوبة بهدف نظيف (جيريرو - 30)، أمام البرازيليين الذين شقوا طريقهم، وفازوا بالبطولة على حساب تشيلسي. وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، ثأر مونتيري المكسيكي لمواطنه كلوب أمريكا، وانتصر على رفاق أبو تريكة بهدفين لصفر عبر خيسوس كورونا (3)، والأرجنتيني ديلجادو (65). ليحتل الفريق الإفريقي المركز الرابع، في مشاركة ليست سيئة بكل المقاييس. وكانت المشاركة الأخيرة للأهلي، في العام الحالي تحت قيادة محمد يوسف، هي الأسوأ في مسيرة الفريق الأحمر عبر رحلاته المونديالية، إذ بدأها بالهزيمة أمام جوانزو الصيني بهدفين سجلهما أتكينسون (49)، وليوناردو كونكا (67)، ليلعب مع مونتيري المكسيكي، على المركزين الخامس والسادس. وجسدت مباراة الأهلي وبطل المكسيك، فضيحة بكل المقاييس، إذ دخل على إثرها النادي الأحمر موسوعة الأرقام القياسية السلبية، بتلقيه أكبر هزيمة في كل نسخ مونديال الأندية العشرة، بخماسية مقابل هدف نظيف. تقدم مونتيري في الدقيقة 3 عن طريق كاردوزو، وتعادل عماد متعب للنادي الأهلي في الدقيقة 8، وعاد الفريق المكسيكي ليتقدم مجددًا عن طريق سيزار ديلجادو، في الدقيقة 22 من أحداث اللقاء، ليتبعه لوبيز بالهدف الثالث في الدقيقة 25، ثم سوازو من علامة الجزاء في الدقيقة 45. وفي الشوط الثاني، أحرز ديلجادو هدف فريقه الخامس في الدقيقة 65، ليتربع على عرش هدافي المسابقة عبر تاريخها، متفوقًا على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ولاعب الأهلي محمد أبو تريكة، ولكل منهما أربعة أهداف.