التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، رئيس وزراء بلغاريا، بويكو بوريسوف، وشهدت المباحثات عدد من الملفات منها التعليم والتكنولوجيا، وعدد من القضايا الدولية في المنطقة، سواء الأزمة الليبية والسورية، والقضية الفلسطينية، وترجع العلاقات المصرية البلغارية لأكثر من 90 عامًا. ووصف الرئيس السيسي، في خطابه اليوم، مع رئيس الوزراء البلغاري، العلاقات المصرية بالتاريخية، حيث بدأ التمثيل الدبلوماسي بين مصر وبلغاريا، على المستوى القنصلي عام 1925، وتطور إلى مستوى المفوضية في 1929، ثم رفع إلى مستوى السفراء عام 1957، وأن كلا البلدين أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط. كانت أولى الزيارات لرئيس بلغاري كانت في عام 2008، عندما زار الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف، وقرينته في زيارة رسمية للقاهرة، وذلك بعد تحرر بلغاريا من الاتحاد السوفيتي، وشهدت الزيارة توقيع ثلاث وثائق، البروتوكول المعدل لاتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، ومذكرة تفاهم في مجال الإنتاج الحربي، فضلًا عن مذكرة للتعاون في مجال الري. والتقى الرئيس السيسي، في سبتمبر 2014، بنيويورك، روزين بلفنلفيك رئيس جمهورية بلغاريا، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوافقت الرؤى بين الجانبين على أهمية توثيق التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الصحة والزراعة وصناعة الدواء، فضلًا عن أهمية الحفاظ على دورية عقد اللجان المشتركة لتنشيط العلاقات الثنائية. كما التقى الرئيس السيسي، رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، في سبتمبر الماضي، على هامش مشاركة الرئيس، في فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مرتين، الأولى كانت في عام 1947، عندما قررت بلغاريا خوض الحرب العالمية الثانية بجوار ألمانيا، والثانية عام 1978، بقرار من الرئيس الراحل محمد انور السادات، وذلك على إثر التوتر الذي شاب العلاقات المصرية مع المعسكر الشرقي آنذاك، وأعيد استئنافها في عام 1984. وهناك عدد من الاتفاقيات الموقعة بين مصر وبلغاريا، إبرازها اتفاقية للنقل الجوي والتجارة، وتعاون إعلامي، وصحي وثقافي وعلمي تكنولوجي، واتفاقية تشجيع حماية الاستثمارات المتبادلة، وتجنب الازدواج الضريبي، وتعاون أمني وفني في ميدان الزراعة، وكان أخر الاتفاقيات الموقعة مذكرة التفاهم الموقعة بين دار الكتب المصرية والمكتبة الوطنية ببلغاريا، ووقعت في أبريل 2007. وقال شريف أبو الفضل، الباحث في الشؤون الأوروبية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعمل منذ توليه رئاسة مصر، على تحسين علاقة مصر بجميع الدول، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية البلغارية، قبل الرئيس السيسي، لم تكن تشهد اهتماما من قبل الدولة رغم أهميتها. وأضاف أبو الفضل ل"الوطن"، أن بلغاريا تعد دولة هامة بالنسبة لمصر، فهي دولة كبيرة في أوروبا الشرقية، كما أنها ترتبط مع مصر بعلاقات سياسية واقتصادية وعلمية مع مصر. كما أوضح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن بلغاريا دولة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لمصر في الفترة القادمة، فهي دولة متقدمة في مجالات التصنيع والتكنولوجيان ويمكن الاستفادة منها في بنقل هذه الخبرات إلى مصر. وأشار فهمي ل"الوطن"، إلى أن مصر ستحتاج دعم بلغاريا في الفترة المقبلة، نظرًا لتولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي العام المقبل، وسيتم عقد جلسات مشتركة بين الاتحاد الإفريقي، ودول الاتحاد الأوروبي، تأكيدا لبعض القضايا الدولية، وأن مصر ترغب في عمل توازنات لها في الاتحاد الأوروبي عن طريق عمل علاقات دولية مع عدد من الدول الأوروبية.