احتشد آلاف الأوكرانيين، اليوم، في مظاهرة مناهضة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش قبل أيام من توجهه إلى روسيا لحضور اجتماع في "الكرملين"، وطلب منه قادة المعارضة ألا يكلف نفسه عناء العودة إذا قرر "بيع" أوكرانيا. وقبل دقائق من المظاهرة، قال ستيفان فولي -مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسعة- على موقع "تويتر"، إنه أبلغ أوكرانيا بقراره تعليق العمل على اتفاقية تجارية وسياسية كان من المفترض توقيعها قبل أسبوعين، قائلا إن تذرع كييف بتحسين الشروط "لا أساس له". وتشير كلمات "فولي" إلى نفاد صبر الاتحاد الأوروبي تجاه مطالب "كييف" بالحصول على مساعدات مالية واستيائه من طريقة إقحام الاتحاد في "مزاد مفتوح" مع روسيا. وينصب التركيز الآن على زيارة يانوكوفيتش ل"موسكو" المقررة، يوم الثلاثاء، لإبرام اتفاقيات تجارية مع "الكرملين" بهدف دعم الاقتصاد الأوكراني المتعثر، ولكن المعارضة تخشى أن يؤدي ذلك إلى غلق الباب أمام الاندماج مع الاتحاد الأوروبي. ويخشى المعارضون بصفة خاصة أن يتخذ "يانوكوفيتش" الخطوات الأولى نحو الانضمام لاتحاد جمركي تقوده موسكو ويضم أيضا روسيا البيضاء وقازاخستان، إذ يعتبرونها محاولة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة تأسيس الاتحاد السوفيتي. وقال وزير الاقتصاد السابق أرسني ياتسينيوك أحد زعماء المعارضة: "يمكنه أيضا البقاء في موسكو وعدم العودة إلى كييف إذا وقع اتفاقا بخصوص الاتحاد الجمركي.. سنستقبله بحرارة حقيقية إذا باع أوكرانيا". وقال الزعيم القومي المنتمي إلى اليمن المتطرف أوليه تياهنيبوك: "يريد الكرملين أخذ ثأره من أوكرانيا وتقسيمها وإغراقها في الدماء". وأضاف: "نحظر على هذا الرئيس توقيع أي شيء في موسكو يتعارض مع مصالح الدولة الأوكرانية". ويحتمل أن يكون "يانوكوفتيش" يحاول جذب اهتمام موسكو وبروكسل للخروج بأفضل اتفاق ممكن لتعامل مع ديون أوكرانيا الضخمة ومدفوعات الغاز المستحقة لموسكو، غير أن هذه ستكون مناورة خطيرة. ودعا قادة المعارضة إلى مظاهرة حاشدة أخرى يوم الثلاثاء، لمراقبة زيارة يانوكوفيتش لموسكو وأي اتفاقات يبرمها هناك. وأثار السيناتور الأمريكي جون ماكين حماس 200 ألف شخص يحتشدون في ميدان الاستقلال بالعاصمة "كييف"، إذ قال لهم إن مصيرهم يكمن في أوروبا. وقال "ماكين" أحد الجمهوريين البارزين الذين يتمتعون بصوت مسموع في السياسة الخارجية الأمريكية: "نحن هنا لدعم قضيتكم العادلة والحق السيادي لأوكرانيا في تحديد مصيرها بحرية واستقلال. والمصير الذي تسعون إليه يكمن في أوروبا". وكانت الحشود التي تجمعت في ميدان الاستقلال، اليوم، أصغر من تلك التي تجمعت قبل أسبوع ولكن لا تقل عنها إصرارا. وقال ألكسندر فيدوفين (25 عاما)، وهو مهندس من "كييف"، إنه "أنا هنا ضد السلطات المجرمة فالانضمام لأوروبا هدف ثانوي". ونظم مؤيدو يانوكوفيتش مظاهرات أيضا في مكان قريب يومي السبت والأحد. وقال نيكولاي (61 عاما) يعمل في ميناء خيرسون بجنوب أوكرانيا "نحن هنا لأن هناك محاولة لزعزعة استقرار البلاد. انتخبت الرئيس وجئت إلى هنا لأؤيده".