سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العائدون من «أحداث العباسية» يروون وقائع «العذاب والانتهاكات» «هاجر» أطلقوا علىَّ النار فى «النور».. و«آية»: لو كنا أسرى حرب لعاملونا أفضل.. و«حنيش»: ضربونى ب«الشاكوش»
روى بعض المفرج عنهم فى أحداث العباسية من الفتيات والشباب، مساء أمس الأول، ما تعرضوا له خلال رحلة اعتقالهم وترحيلهم إلى السجن الحربى، من انتهاكات، فى مؤتمر نظمته حركة «لا للمحاكمات العسكرية» بمقر نقابة المحامين، عرضت خلاله صوراً وفيديوهات لعدد من المعتقلين تؤكد أنهم ليسوا بلطجية، ولقطات أخرى لعنف الشرطة العسكرية فى فض الاعتصام أمام وزارة الدفاع وملاحقة المتظاهرين. وقالت هاجر أبوخزيم، إحدى الفتيات المفرج عنهن: «الشرطة العسكرية اقتحمت مسجد النور بالبيادات وروعوا جميع من فيه، وأطلق أحد عناصرها النار علىَّ، وأصابنى فى يدى، لأسقط على الأرض»، نافية إجراء كشوف العذرية على الفتيات المعتقلات. ووجهت خزيم الشكر إلى سميرة إبراهيم، التى رفعت دعوى قضائية ضد «العسكرى» بعد أن أجرى عليها كشف العذرية أثناء اعتقالها فى وقت سابق، مضيفة: «لولا سميرة، بعد الله، لأجريت علينا كشوف العذرية، ولا يشرفنى أن أكون من المواطنين الشرفاء المؤيدين للمجلس العسكرى». وطالبت آية كمال، الطبيبة الميدانية فى أحداث العباسية المفرج عنها، المجلس العسكرى بالتعامل مع المعتقلين فى السجون العسكرية كأسرى حرب، بدلاً من معاملتهم وكأنهم ليسوا بشراً، متوجهة إليه بسؤال: «هل يمكن أن تتجاوز المواثيق الدولية فى معاملة الأسرى وتمنع الأكل والدواء عن الأسرى؟»، مؤكدة أن طبيب السجن رفض إعطاءها أى دواء، بعد إصابتها بارتجاح، وشعورها بألم شديد فى الرأس نتيجة الضرب. واستنكرت كمال خداع المعتقلين؛ فالإفراج عنهم لم يكن نهائياً، وإنما مجرد إخلاء سبيل، وما زالوا على ذمة قضايا عسكرية. وأضافت: «من المشاهد التى لن أنساها، أثناء وقوفى بشباك المسجد أنظر إلى الجنود، وجدت أحدهم يقول لى: (انتم فاكرين بيت ربنا هيحميكم؟ هندخل وندبحكم)»، لافتة إلى أنها آخر المعتقلين الذين خرجوا من المسجد، ولم تعثر الشرطة العسكرية على أى سلاح بداخله، كما قالوا. وقالت الطبيبة إسراء كمال، مفرج عنها، إنها كانت موجودة باستمرار فى المستشفى الميدانى بالعباسية منذ 2 مايو، للمساعدة فى علاج المصابين، بصحبة زميلاتها فى كلية الطب، وعند فض الاعتصام ألقى القبض على من بداخل مصلى السيدات بمسجد النور، بعد اعتداءات متواصلة من جنود الشرطة العسكرية على الموجودات لفظياً وجسدياً، حتى إن بعض الضباط تدخلوا لإنقاذهن. وأضافت: «اقتادونى داخل سيارة جيب تابعة للشرطة العسكرية، إلى سيارة ترحيلات، وسط إصرار أحد ضباط الجيش على الإفراج عن السيدات المصابات جراء اعتداءات الجنود، وانتظرت داخل سيارة الترحيلات أكثر من 4 ساعات، ورأيت بعينى حالات تعذيب للرجال والشباب المعتقلين». وأكد عبدالله محسن، طالب الطب المفرج عنه، أن أطباء الجيش تعاملوا مع المعتقلين بطريقة مهينة، وبعض المرضى لم يتمكنوا من الحصول على علاجهم فى ظل تعنتهم. وأضاف: «قلت للجنود إننى طالب فى كلية الطب، ونزلت لإسعاف المصابين من المتظاهرين وجنود الجيش، فما كان منهم إلا أن زادونى ضرباً». ويحكى حليم حنيش، المعتقل من مستشفى الدمرداش، ما حدث بعد القبض عليه.. يقول: «كان هناك إصرار من جنود الشرطة العسكرية على تعذيبنا حتى إن أحدهم قال للضابط: (يا باشا ما جابش دم)، وعلى مدار 5 أيام فى سجن طرة تلقينا أسوأ معاملة، حتى صدر قرار الإفراج». وأضاف: «قوات الجيش اقتحمت المستشفى للقبض على المصابين، وقامت بعمليات اعتقال عشوائية، طالت المرضى العاديين، وبعد أن قبضوا علىَّ اقتادونى إلى معسكر ملحق بوزارة الدفاع، وجدت فى استقبالى بعض الجنود، وفى أيديهم آلات حادة، منها (شاكوش خشبى) كبير، وضربونى به أكثر من مرة على رأسى، هذا بخلاف الركل بالبيادات فى بطنى، وفى سجن طرة تعرضت للضرب المبرح من المخبرين وأمناء الشرطة، وأجبرونى أنا والمعتقلين على حلق رءوسنا وترك الذقون والزحف على بطوننا».