فيما مضى، كان الأستاذ واحداً من أبرز أعضاء حركة «9 مارس» التى تطالب ب«استقلال الجامعات عن أى سلطة، وخروج الحرس الجامعى الشرطى، وعدم هضم حق الجامعة فى لائحة طلابية تسمح بأنشطة ثقافية وسياسية داخل أروقتها». هذا ما كان، أما اليوم فقد تراكمت تصريحات الوزير الأكاديمى حتى وصلت لذروتها مع سقوط طالب بهندسة القاهرة قتيلاً برصاص الشرطة. صار حتماً أن ينادى الطلاب بإقالة الوزير الذى استبشر به كثيرون خيراً على اعتبار أنه من أكثر المدافعين عن استقلال الجامعات. تصريحات الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالى، جاءت لتؤكد أن «قوات الشرطة لم تقُم بإطلاق الخرطوش على الطلاب أثناء الاشتباكات التى جرت أمام جامعة القاهرة؛ لأن الشرطة رصاصها «يلسع فقط ولا يؤدى للوفاة» تصريحات أثارت حفيظة الطلاب أنفسهم، منهم بعض المعارضين لجماعة الإخوان. بين مطرقة الدولة، التى تمر أجهزتها بمرحلة حساسة من تاريخها، وسنادين الطلاب الرافضين لمواقف الوزير، تبدلت مواقف أستاذ القانون الدولى، الذى أعلن أن «جماعة الإخوان المحظورة تحاول إسقاط هيبة الدولة، ومن قام بتعيينى فى منصبى أحق بإقالتى.. ومن يتغيب عن الامتحانات بحجة الإضراب سيحصل على صفر». يعلن وزير التعليم العالى الحالى أن التظاهر السلمى فى الجامعات مقدس، لكنه يمنح الضوء الأخضر لقوات الشرطة لفض تظاهرات أو فض اشتباكات داخل أو فى محيط الحرم الجامعى، بالرغم من أنه كان بمقدمة الممانعين لذلك فى عهد الرئيس الأسبق «مبارك». وفى ظل إصرار الطلاب على الاستمرار فى المطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين من الطلاب، تتكرر مشاهد الاشتباكات بين طلاب الجامعات وقوات الشرطة، ومشاهد إصابة العديد من الطلاب فى تلك الأحداث، وآخرها استشهاد محمد رضا، أحد طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة. لم تخلُ تصريحات الوزير مؤخراً من المطالبة بتطبيق القانون على المحرضين على العنف حتى فى تظاهرات الجامعات كحل وحيد للحد من أعمال العنف فى الجامعات التى باتت أهم المشكلات الحالية التى تحيط بالوزير، إلا أن كل هذه الإجراءات لم تنجح فى الحد من أعمال العنف فى الجامعات بل إن الأمر ازداد عنفاً. الأزمات التى تسبب فيها الوزير بدأت منذ توليه، بحسب بعض المحللين، بالتخبط والتناقض فى تنسيق الجامعات والكليات، تلته أزمات تحويل الطلاب من وإلى الكليات والمعاهد، وانتهاءً بقضية الطلاب المعتقلين وتعرض الطلاب للقتل. أستاذ القانون الدولى بجامعة عين شمس، كان ضمن معارضى حكم المجلس العسكرى أثناء الفترة الانتقالية الأولى، أما اليوم فيواجه رفضاً طلابياً عنيفاً.. الوزير حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا، ودرّس القانون الدولى فى جامعات القاهرة وطوكيو والجزائر.