مشهدها وهى تقود «الأسكوتر» فى شوارع الإسكندرية لافت للغاية، فبينما يعانى قادة السيارات من الزحام الخانق، تنسل منال مرسال، الشابة العشرينية بمنتهى السلاسة وتصل إلى بيتها سريعاً، شاعرة بالامتنان والراحة لقرارها باقتناء دراجة بخارية «أسكوتر» وفرت عليها الكثير من الأموال والساعات المهدرة بين المواصلات. قرار شراء السكوتر لم يكن سهلاً على فتاة تعيش فى مجتمع يستنكر على البنت أن ترتدى فستاناً، أو تركب دراجة عادية، لكن «منال» التى كانت تقتنى سيارة وازنت بين مصلحتها وبين رضا الناس، فاختارت مصلحتها: «حسبتها لقيت إنى بمون العربية ب50 جنيهاً بالزحمة والوقفة، بقف أكتر ما أمشى وبيخلص بسرعة جداً، أما الأسكوتر بياخد 6 جنيه فى الأربع أيام، بعت العربية واشتريته»، لم تكن والدة «منال» ترحب بالأمر كثيراً، لكن ذكريات الشابة حول المواصلات سواء كانت خاصة أو عامة ليست سعيدة: «أيام الكلية كنت بأركب مواصلات وبهدلة، اللى عاوز يملك الوقت لازم يتصرف، لو فكرنا فى كلام الناس هنتعب وهندفع كتير فى البنزين!». الكثير من ردود الأفعال، تتلقاها منال وهى على ظهر الأسكوتر: «الله ينور»، «وسع السكة»، «يا بختك يا عم»، لا تلتفت إليها «منال»: «أنا عندى لا مبالاة تامة، أنا حياتى كدا، بشوف إيه الصح وأعمله، كدا كدا الناس بتتكلم، فى العربية مكنتش بسلم من مضايقات العربيات».