حازت قضية طرد السفير التركى بالقاهرة اهتمام الساحة التركية خلال الأيام الماضية، لتشعل صداماً جديداً بين قوى المعارضة التركية وحكومة «العدالة والتنمية»، المحسوبة على التنظيم الدولى للإخوان. وقالت صحيفة «حرييت» التركية، أمس، إن «ما حدث فى مصر تحول إلى قضية داخلية فى تركيا، يتم تبادل الاتهامات بشأنها بين المعارضة والحكومة، بعد أن أصبحت مصر ثالث أهم جار ليس لتركيا سفير فيها، إلى جانب إسرائيل وسوريا، حيث ترى المعارضة أن الحكومة تسببت فى معارك متزايدة مع الدول المجاورة». وأضافت: «فى الوقت الذى يصر فيه أردوغان على موقفه من الأحداث فى مصر، فإن المعارضة ترى أن السياسة الخارجية له (ضحلة) وتمثل هجوماً على العمق الاستراتيجى لتركيا»، لافتاً إلى أن فاروق كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهورى، عقد اجتماعاً مع مجموعته البرلمانية، قال فيه: «إذا عدنا إلى الشخص الذى كتب كتاب (العمق الاستراتيجى)، وهو وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو، فإن ما حدث غير صحى، الحكومة أعلنت مصر عدواً لها، وبالتالى فإن الغالب اعتبار الشعب المصرى عدواً أيضاً». من جانبه، قال دولت بهتشلى، زعيم حزب «الحركة القومية» المعارض، إن «إعجاب (أردوغان) ب(المعزول) محمد مرسى، وإشارة (رابعة) التى يلوح بها، وتدخله فى الشأن الداخلى المصرى، كلف تركيا أعباء إضافية». فى سياق منفصل، قال كليجدار أوغلو إن «الحكومة -من خلال المخابرات التركية- تجسست على الصحفيين وهواتفهم دون إذن قانونى، ولم تحترم القانون، ومثل هذه الحوادث تقع فقط فى الأنظمة الديكتاتورية». وأضاف: «لو أن هناك ديمقراطية، فإن مثل هذه الفضيحة تعنى استقالة الحكومة ورئيس المخابرات، لكن الشعب هو الذى سيجبرهم على التنحى». على صعيد آخر، يعتزم الرئيس الإيرانى حسن روحانى التوجه إلى تركيا فى أول زيارة رسمية خلال ديسمبر المقبل، كما أن «أردوغان» سيتوجه إلى «طهران» فى يناير المقبل.