فى الحقيقة ظهر فى الآونة الأخيرة العديد من الوجوه التى دخلت العمل السياسى لمجرد وجودهم فى ميدان التحرير أو لمجرد تصريحاتهم ضد الإخوان، والبعض لم يكن يعلم أى شىء عن العمل السياسى وتبناهم بعض رجال الأعمال والنفوذ وجعلوهم دمى تنفذ أوامرهم وما يخدم مصالحهم على حساب مصالح البسطاء من أبناء هذا الوطن. بل واستخدموهم أيضاً للتحكم فى مقدرات هذا الوطن من التحكم فى الاقتصاد والسياسة ومحاولة السيطرة على المجلس القادم بما يمتلكون من المال، وبدلا من أن يرسوا مفاهيم جديدة للحملات الانتخابية تبنوا نفس ما كان يفعله الإخوان لتغييب الشارع المصرى وتضليله بتلبية مطالبه اليومية أثناء الانتخابات وبعد تحقيق الهدف يتخلون عن المواطن واحتياجاته لمدة أربع سنوات قادمة. والآن نرى أراجوزات السياسة الجدد فى ضعفهم لا يحتملون وجود الأقوياء ولا يريدونهم حتى يحافظوا على مبدأ السمع والطاعة، وبرغم أنهم يدعون الديمقراطية لا يتقبلون حتى الرأى الآخر بل تراهم دائماً محاطين بمجموعة من المتملقين والمنافقين والضعفاء يجعلونهم فى مقدمة الصفوف حتى يستطيعوا تحريكهم مثل الدمى. وهؤلاء يعتقدون أن الشعب لا يراهم ولا يفهم أن المرشح الذى ينفق مليون جنيه فى حملته الانتخابية لا بد أن يجمعها من دم هذا الشعب المسكين لأنه بقدر ما زادت المصالح الشخصية زاد الإنفاق. ولكنى أثق فى فراسة هذا الشعب العظيم وقدرته بعد ثورة 30 يونيو على فرز المرشحين، بل وقدرته على إفشال كل المخططات التى تلعب بمقدراته. بالتأكيد أننا لا نرتضى أبدا أن نعيد زواج المال بالسلطة، ولن يسمح الشعب بإعادة إنتاج أحمد عز جديد، ولا يجوز أن نعيد أخطاء مبارك والإخوان، فكل منهم مضى زمانه وفساده، وعلينا جميعا أن ننقى أنفسنا من هؤلاء الذين لا يفكرون إلا فى أنفسهم وما يعود عليهم من مكاسب. إن هؤلاء الرجال الذين يتكلمون بنفوذهم المادى أفسدوا الحياة السياسية التى كنا نراها دائماً أنها عمل تطوعى وتنموى إلا أننى وجدت أن بعض الأشخاص أصبح العمل السياسى لديهم هو سبوبة إما للثراء أو لمحو تاريخهم السيئ وتمسحهم فى الثورة وهم أقدر الناس للوصول لرجال المال الذين لا يبغون إلا أراجوزات تخدم مصالحهم وليس صالح الوطن.. هؤلاء يساهمون فى تفتيت القوى السياسية لحبهم للزعامة والظهور بغض النظر عن فقدان المواطن المصرى للثقة فى العمل السياسى، ونرجع نسمع مرة أخرى «نار الحزب الوطنى ولا جنة الإخوان»، ويا ليتنا لا نرى اليوم الذى نسمع فيه أن القوى السياسية لا تفرق عن الإخوان فى شىء، فالكل يراعى مصالحه على حساب هذا الوطن. ربنا يحمى مصر من شر المنتفعين والمنافقين.