قالت نيويورك تايمز في افتتاحيتها اليوم (الأربعاء)، إن الرئيس مرسي يواجه الآن تحديا جديدا بسبب الهجوم الإرهابي في رفح، الذي حوَّل المخاوف الأمنية المزمنة إلى أزمة شاملة، وبات يمثل اختبارا لقدرة مرسي على فرض سيطرته على سيناء، واختبارا لنهجه تجاه إسرائيل، فأيا ما كانت الخلافات بين البلدين -وهي كثيرة- لابد أن يحكما السيطرة على الحدود في سيناء، ولن يكون هناك استقرار حقيقي إذا لم تجد مصر طريقة للتعاون مع اسرائيل في القضايا الأمنية ومواصلة احترام معاهدة السلام". وأضافت الصحيفة "رغم أن السلطات لم تحدد بعد هوية المهاجمين، إلا أن جماعة الإخوان -التي أعلنت من قبل عدائها لإسرائيل- أشارت عبر موقعها على شبكة الإنترنت إلى أن المخابرات الإسرائيلية قد تكون وراء الهجوم، وبينما اتهم سفير إسرائيل لدى الولاياتالمتحدة عبر تغريدة على موقع تويتر إيران بتدبير الهجوم، نسبت الحكومة الإسرائيلية وأطراف أخرى العملية إلى متطرفين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة وتربطهم علاقات بفلسطينيين في غزة، ووصف الجيش المصري الذي ما زال يمسك بمفاتيح السلطة المهاجمين "بالكفرة"، أما الرئيس مرسي فقد تجاهل النبرة المعادية لإسرائيل". ورأت الصحيفة الأمريكية، أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية، مثل لقاء مسؤولين عسكريين إسرائيليين ومصريين قرب الحدود لبحث التحقيق في الحادث، وتسليم العربة المدرعة وجثث القتلى من المهاجمين إلى مصر، وكذلك إغلاق المعبر الحدودي مع قطاع غزة والبدء في تطويق الأنفاق، لكن تعزيز الوجود العسكري في المنطقة سيقتضي تعديل المعاهدة مع إسرائيل. وفي الوقت نفسه يواجه مرسي غضبا شعبيا ممن يعتبرونه -هو وجماعة الإخوان- متعاطفين مع قتلة الجنود المصريين نظرا لأنه استقبل مؤخرا قادة حماس وقدم تسهيلات لعبور الفلسطينيين من معبر رفح، وقد أجبره المحتجون على عدم حضور الجنازة العسكرية للجنود، ومن ثم فإنه من السابق لأوانه القول إذا ما كانت الحكومة والجيش -المنخرطين في عملية التحول الديمقراطي الصعبة- سيجعلان من أمن سيناء أولوية أساسية؛ إذ يبدو أنهما ما زالا متعثران في إدراك أن سيناء في صلب المصلحة الوطنية".