جمع بين الجانب الأكاديمى والعملى، فهو أستاذ تصميم المجوهرات بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان وفى الوقت نفسه المسئول عن وضع تصميمات ورشة الفضة بمركز الفسطاط للحرف التقليدية، يضع الأستاذ الجامعى كرم مسعد التصميمات الخاصة بالورشة، بينما يقوم أحمد الشاعر، رئيس قسم الفضة وزملاؤه بتنفيذها بمهارة وحرفية، اكتسبها الشاعر من خلال التحاقه بورش الشاعر عندما كان صبياً فى ال12 من عمره. داخل ورشة الفضة يجلس الجميع ما بين مصمم ومنفذ فى انسجام يختارون تنفيذ خط جديد بتصميمات جديدة للعمل عليها، خطوط الإنتاج فى مهنتهم تتنوع ما بين فرعونى وإسلامى وقبطى وعربى. لا يقتصر عمل ورشة الفضة فقط على إنتاج الحلى وإنما أيضاً يكون لدى العاملين بها ورش عمل يتقدم إليها كل من يرغب فى التدريب على صناعة الحلى من خلال الورش التدريبية التى يعلن عنها من خلال مركز الفسطاط للحرف التقليدية، كانت «الوطن» شاهدة على إحداها، وهى ورشة تم تخصيصها لسيدات من أسوان والمنيا بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والثقافة والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، وهو ما علق عليه أستاذ التصميم قائلاً: «لا يقتصر دورنا على تدريب السيدات على شغل الحلى فقط ولكن دورنا يكون الدمج بين عملية التدريب على التقنيات والتصميمات الخاصة بصناعة الحلى وتأكيد هوية وتراث المتدربين». «مسعد»: ربح صناعة الحُلى يصل إلى 10 أضعاف التكلفة يرى «مسعد» أن التأكيد على الهوية والثقافة المصرية يمكن من خلاله الوصول إلى العالمية إذا تم تطبيق هذا الأمر بشكل صحيح، مؤكداً أن ورشة الفضة فى المركز تعمل من خلال شغلها على تأكيد الثقافة والهوية المصرية وإعادة الشغل القديم مثل شغل «الشفتشى»، وهو شغل كان يتميز به المصريون ويكون عبارة عن حلى مكونة من أسلاك دقيقة وبها فراغات، بحيث إنها تظهر ألوان الملابس التى يتم ارتداؤها أسفل قطعة حلى «الشفتشى». يرى «مسعد» أن للفضة المصرى طابعاً خاصاً يميزها عن غيرها من أنواع الفضة فى جميع أنحاء العالم، قائلاً: «كل دول العالم فيها شغل فضة ولكن الفضة المصرى بيكون فيها حدوتة، قطعة الفضة بتحكى حكاية لها علاقة بتاريخ بلدك، مثلاً تحكى حكاية عن كيلوباترا أو مسجد السلطان حسن، احنا بنعامل قطعة الفضة باعتبارها سفير مصر فى الخارج وإن السائح الأجنبى مش بس بيرتدى قطعة فضة ولكن يرتدى قطعة من التاريخ». رغم تميز شغل الفضة المصرى فإن «مسعد» يرى أنها ما زالت تحتاج الدعم من قبل الدولة حتى يتم الاستفادة منها بشكل كبير، كأن يتم منع استيراد أى قطعة فنية مقبلة من الصين كما حدث مع قرار منع استيراد فانوس رمضان حتى تترك المساحة للشغل اليدوى المصرى، وكذلك أن يتم فتح المجال للاستثمار فى مجال الحرف التقليدية وتسويقها، قائلاً: «لماذا لا يأتى مستثمر مصرى عاشق لبلده يقوم ببناء مدينة حرفية مثل مركز الفسطاط للحرف التقليدية ويستثمر فى صناعة وإنتاج وتسويق الحرف التقليدية؟»، لافتاً إلى أن الاستثمار فى مجال الحرف التقليدية يحقق أرباحاً عالية مستشهداً بشغل النحاس: «قطعة النحاس ممكن يكون تمنها 10 جنيه أقدر أطلع بيها شغل أبيعه ب100 جنيه، يعنى بكسب 10 أضعاف وبحافظ على تراثى وشغلى». يتفق «الشاعر» مع مقترحات «مسعد»، خاصة أنه يرى أن حرفة تصنيع الحلى يمكن من خلالها فتح مشاريع صغيرة للسيدات فى منازلهن. منذ التحاق «الشاعر» بالمركز عام 1994 خلال مسابقة تقدم إليها واستطاع اجتياز الاختبار من خلال تصنيع قطعة حلى أمام اللجنة ومن وقتها وهو يعمل بالمركز حتى أصبح رئيساً لقسم الفضة، يرى أن أصحاب اللمسات الفنية هم الأكثر موهبة فى شغل الفضة، فيمكن أن يقوم شخصان مختلفان بتصميم نفس النموذج إلا أن إضافة لمسة فنية من أحدهما تجعل منتجه النهائى أكثر تميزاً.