قدم الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي، اعتذارا لروسيا عن الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الروسية في وارسو على يد أنصار اليمين المتطرف أثناء المسيرات المكرسة لعيد الاستقلال في بولندا الاثنين الماضي. وقال كوموروفسكي، في أثير الإذاعة البولندية أمس: "يجب الاعتذار باسم الدولة البولندية"، ووصف الهجوم على السفارة الروسية بأنه "فضيحة لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، مضيفا : "يمكن الاعتذار فقط"، وتابع قائلا إن صورة بولندا على الساحة الدولية تضررت كثيرا بسبب "مسيرة الاستقلال". وكانت وزارة الخارجية الروسية طالبت أمس الأول، بولندا بتقديم اعتذارات رسمية غداة حوادث استهدفت سفارة روسيا في وارسو خلال تظاهرة لناشطين من اليمين المتطرف، مضيفة في بيان أن موسكو التي استدعت أمس، السفير البولندي فويتشي جاياكوفسكي احتجت بشدة بعد الحوادث التي تسبب بها حشد من آلاف الأشخاص اتسم سلوكهم بالعدوانية. وفي سياق متصل، قالت جماعة معارضة إنه تم احتجاز ثلاثة أشخاص في موسكو أمس، بعد إلقاء مفرقعات نارية على السفارة البولندية، وأكدت الشرطة الروسية أنه تم احتجاز ثلاثة أشخاص بعد حادث خارج السفارة البولندية لكنها لم تذكر تفاصيل. وأشارت جماعة "روسيا الأخرى" المعارضة إلى أن الثلاثة شاركوا في عمل الهدف منه هو الرد على أعمال العنف التي وقعت الاثنين الماضى في وارسو. من جانبها، ذكرت قناة "روسيا اليوم" أن الخارجية البولندية أعربت عن قلقها من الحادث، وقال السكرتير الصحفي للوزارة مارتشين فويتسيخوفسكي: "نجمع المعلومات ونحلّل الوضع وسنصرّ على التحقيق العلني في هذه القضية". وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن أحداث هذا الأسبوع أذكت التوتر بين روسيا وبولندا التي تشهد العلاقات بينهما مصاعب منذ فترة طويلة. وبالنسبة لبعض البولنديين فان السفارة الروسية رمز للقمع أثناء عقود من الهيمنة السوفيتية بعد الحرب العالمية الثانية. وكان أنصار جماعة "روسيا الأخرى" اليسارية المتطرفة قاموا بإلقاء قنابل دخان على السفارة البولندية في موسكو، ورفع المحتجون كذلك لافتة كتب عليها "روسيا من وارسو إلى بورت أرثر". جدير بالذكر أن شباب ملثمين، خلال مسيرة نظمت الاثنين الماضى بدعوة من اليمين المتطرف في عيد استقلال بولندا، أحرقوا كشك حارس الشرطة أمام السفارة الروسية في بولندا وألقوا مفرقعات على أرض السفارة، كما ذكرت وسائل الإعلام.