يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الأحد، إلى سنغافورة قبل يومين من انعقاد قمتهما التاريخية التي لا تزال نتائجها غير مؤكدة، بعد عقود من انعدام الثقة والتوترات بين البلدين، وستكون الترسانة النووية الكورية الشمالية التي كلفت بيونغ يانغ سلسلة من العقوبات الدولية على مرّ السنوات، في صلب كل النقاشات. ويفترض أن تحط الطائرة الرئاسية الأمريكية "اير فورس وان" في سنغافورة حوالى الساعة 20,30 (12,30 ت غ)، وعلى متنها أول رئيس أمريكي يمارس مهامه يفاوض مباشرة وريث أسرة كيم الحاكمة، ولا يزال الغموض يلفّ تنقلات الزعيم الكوري الشمالي الذي يصغر ترامب بأكثر من 30 سنة. ويعزز سلوك ترامب في قمة مجموعة السبع في كندا حيث سحب موافقته فجأة على البيان الختامي بتغريدة غاضبة، التساؤلات حول استراتيجيته الدبلوماسية وقدرته على إجراء مفاوضات دولية رفيعة المستوى. وأبعد من الصورة التي سيلتقطها الرجلان ولم يكن يمكن تصوّرها منذ أشهر عندما كانا لا يزالان في خضمّ تصعيدهما الكلامي، تُطرح أسئلة كبيرة حول نتيجة القمة التي سيراقبها العالم بأسره عن كثب. تطالب واشنطن بنزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية "بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه"، فيما تبرر بيونغ يانغ برنامجها النووي بضرورة مواجهة التهديد الأمريكي. وتعهدت كوريا الشمالية مرات عدة بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، لكن هذه العبارة تحمل عدة تفسيرات ولم يكشف يوما ما يمكن أن تكون عليه التنازلات. يرى مايكل أوهانلون، من معهد "بروكينغز" في واشنطن، أن المسار الواقعي الوحيد، عملية تجرى "خطوة خطوة"، تتحقق حتما مع الوقت، وقال "لا يمكنني تخيّل أن رجلا، كان نظامه منذ سنوات عديدة يؤكد أنه بحاجة إلى الأسلحة النووية لضمان أمنه، يتخلى عنها بضربة واحدة، حتى مقابل تعويضات اقتصادية كبيرة". وتحدثت واشنطن عن احتمال التوصل إلى اتفاق مبدئي لوضع حدّ للحرب الكورية، وانتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أن الكوريتين لا تزالان في حال حرب. وقبل مغادرته كندا، عبّر ترامب مرة جديدة السبت، عن تفاؤله إزاء القمة التي يأمل أن تكون علامة فارقة في عهده الرئاسي، قال "أشعر أن كيم جونغ أون يريد أن يفعل شيئا رائعا لشعبه ولديه هذه الفرصة"، واعتبر أن القمة "فرصة فريدة (...) لن تتكرر أبدأ"، وتحدث الخميس، عن احتمال دعوة الزعيم الكوري الشمالي إلى البيت الأبيض إذا كان اللقاء الأول جيدا. وقال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، الذي التقى كيم جونغ أون، مرتين في بيونغ يانغ، إنه يعلق آمالا على القمة، بأسلوب أكثر تحفظا، وكتب في تغريدة على متن الطائرة إير فورس وان، في الطريق إلى قمة سنغافورة "مستقبل أفضل ممكن لكوريا الشمالية". وبدأت في مارس تتشكل معالم القمة في البيت الأبيض عندما نقل موفد كوري جنوبي دعوة من كيم جونغ أون إلى دونالد ترامب الذي قبلها على الفور، ما شكل مفاجأة للجميع. وإذا كان الملياردير يتباهى بأنه مفاوض استثنائي، يرى عدد من المراقبين أنه كان أقل تشددا بكثير من أسلافه قبل الجلوس على الطاولة نفسها مع كيم جونغ أون. وأشار كريستوفر هيل وهو مفاوض أمريكي سابق في هذا الملف، إلى أن "الناس يتحدثون عن قمة تاريخية (...) لكن من المهم ألا يغيب عن الأذهان أن هذه القمة كانت ممكنة لكل رئيس أمريكي كان يودّ عقدها لكن أحدا لم يرغب بذلك، لأسباب وجيهة". وأكد بطل كرة السلة السابق الأمريكي دنيس رودمان، أنه سيكون موجودا في سنغافورة الثلاثاء، وكان رودمان، زميل مايكل جوردان السابق في فريق "شيكاغو بولز"، ذهب خمس مرات إلى بيونغ يانغ منذ وصول كيم إلى الحكم، المشجع الكبير لكرة السلة الذي يعتبر رودمان "صديق حياته"، لكن البيت الأبيض حرص على توضيح أن رودمان كان "رائعا في الملعب"، إلا أنه لن يكون له مكان في المفاوضات، وقال ترامب "أحبه كثيرا، إنه رجل جيد، لكنه ليس مدعوا".