محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    حقيقة ظهور سيدة تعقر الأطفال في كفر الشيخ    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    رجل الدولة ورجل السياسة    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    وداعا لمكالمات المبيعات والتسويق.. القومي للاتصالات: الإيقاف للخطوط والهواتف غير الملتزمة بالتسجيل    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    كشف المجتمع    حين يصل المثقف إلى السلطة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    «ظهر من أول لمسة.. وعنده ثقة في نفسه».. علاء ميهوب يشيد بنجم الزمالك    «عنده 28 سنة ومش قادر يجري».. أحمد بلال يفتح النار على رمضان صبحي    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    درجة الحرارة تصل 43.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم بالسودان ببداية تعاملات الخميس 21 اغسطس 2025    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالاسواق اليوم الخميس 21 أغسطس 2025    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    ابلغوا عن المخالفين.. محافظ الدقهلية: تعريفة التاكسي 9 جنيهات وغرامة عدم تشغيل العداد 1000 جنيه    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    محافظ كفر الشيخ يقدم واجب العزاء في وفاة والد الكابتن محمد الشناوي    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    "تجارة أعضاء وتشريح جثة وأدلة طبية".. القصة الكاملة وآخر مستجدات قضية اللاعب إبراهيم شيكا    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    حماس: عملية «عربات جدعون 2» إمعان في حرب الإبادة.. واحتلال غزة لن يكون نزهة    زعيم كوريا الشمالية يدعو لتوسيع الترسانة النووية لبلاده    الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 269 بينهم 112 طفلًا    شراكة جديدة بين «المتحدة» و«تيك توك» لتعزيز الحضور الإعلامى وتوسيع الانتشار    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    غزة: ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 94 خلال يوم واحد    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    احتجاجات في مايكروسوفت بسبب إسرائيل والشركة تتعهد بإجراء مراجعة- فيديو    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    عودة شيكو بانزا| قائمة الزمالك لمواجهة مودرن سبورت    "أخطأ في رسم خط التسلل".. الإسماعيلي يقدم احتجاجا رسميا ضد حكم لقاء الاتحاد    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    وفاة أكثر قاض محبوب في العالم وولاية رود آيلاند الأمريكية تنكس الأعلام (فيديو وصور)    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    افتتاح قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي بحضور هنو ومبارك وعمار وعبدالغفار وسعده    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأسطول التركى يجوب شوارع المحافظات هرباً من رسوم «القنال»
«الوطن» ترصد رحلة الشاحنات التركية من ميناء دمياط إلى الأدبية بالسويس

مع سطوع ضوء الشمس، تدوّى صافرات الإنذار فى أرجاء ميناء دمياط البحرى لتعلن دخول السفينة التركية العملاقة كالمعتاد شهرياً بصفة دورية، وفقاً لاتفاقية «المرور التركى» الموقعة بين مصر وتركيا فى أبريل 2012، بهدف تسهيل نقل بضائع الترانزيت بين البلدين.
ترسو حاملة الشاحنات التركية على رصيف «8» داخل الميناء، لتبدأ أيدى العمال، التى أحالت أشعة الشمس الحارقة على مدار عقود لونها إلى الأحمر الداكن، فى ربط المركب الملاصق للرصيف بالسلاسل والجنازير الحديدية.
ومع ملامسة عقارب الساعة الثامنة والنصف صباحا، يفتح باب حاملة التريللات، استعداداً لتفريغ حمولتها المكونة من «164» سيارة نقل ثقيل «تريللا» محملة بالفاكهة والخضراوات والحلويات وقطع غيار السيارات وقطع الموبيليا ولوازمها، بالإضافة إلى الأقمشة والسجاد.
بحسب أوراق المركب التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، تتحرك السيارات التى يصل طولها إلى 12 متراً، وفقاً لتقديرات أحد عمال الشحن بالميناء، ببطء شديد وحذر أشد، لا يمنعان الهزات الخفيفة للمركب العملاق، لتستقر سيارات النقل ذات الشكل المميز مقارنة بالسيارات المصرية الراقدة داخل وخارج الميناء. تخضع السيارات ذات الملكية والحمولة التركية للإجراءات الروتينية المعتادة داخل الميناء وفقاً لأحد المسئولين بالجمارك، حيث تفتش سيارة من كل 10 سيارات بطريقة ذاتية، بينما بقية السيارات تخضع لتفتيش عبر الإشعاع من خلال كاميرات مثبتة على شاحنة كبيرة تمر عليها الشاحنات، حيث تمر كل شاحنة أسفل سيارة الإشعاع لترصد ما فيها، هى طريقة وصفها مسئول بالميناء بأنها لا تفحص السيارات بصورة دقيقة مثل التفتيش الذاتى، والذى يتم أيضاً فى حالة الشك فى إحدى الحاويات.
السفينة التركية ذات اللون الأزرق الممزوج بالأبيض يتجاوز ارتفاعها عشرين مترا، ويصل طولها إلى 70 مترا، يطلق عليها«besalim»، تحركت من ميناء «إسكندرونة التركى» يوم الأحد 22 سبتمبر الماضى عبر مياه البحر المتوسط، لتصل بعد 3 أيام لميناء دمياط، معها طاقم سائقى السيارات، الذين يتولون قيادة الشاحنات المحملة بالبضائع على الطرق البرية داخل الأراضى المصرية.
ورغم تأكيد القبطان عصام حسنين، رئيس الإدارة المركزية لشئون الحركة بميناء دمياط، أن «مدة الانتظار المسموح بها لكل شحنة لا تتجاوز 24 ساعة على الأرصفة لحين انتهاء إجراءاتها»، فإن الشاحنات التركية انتظرت داخل الميناء أكثر من 52 ساعة، حيث دخلت الميناء فى الثامنة صباح الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر الماضى، وخرجت من الميناء فى الواحدة ظهر الخميس الموافق 26 من نفس الشهر.
على مدار 3 أيام من الانتظار أمام الميناء، لخروج الشاحنات التى تتحرك براً إلى ميناء الأدبية بالسويس ومنه بحراً إلى السعودية والأردن والإمارات، مروراً بالعديد من محافظات مصر المختلفة، حيث تجوب الشاحنات التركية وفقا للاتفاقية الموقعة بين البلدين فى محافظات «دمياط والغردقة والإسكندرية وبورسعيد والسويس»، بالإضافة إلى مرورها على العديد من المحافظات الأخرى أثناء سيرها للوصول إلى الموانى داخل المحافظات السابق ذكرها مثل محافظة الإسماعيلية والبحيرة، ووفقا لإدارة ميناء شرق بورسعيد وقوات الأمن المسئولة عن تأمين الميناء، التى أعلنت فى منتصف يوليو الماضى الكشف عن شحنة أسلحة قدرتها ب«20350 طبنجة مخبأة داخل 814 صندوقا بداخل كل صندوق 25 طبنجة صوت متطورة قابلة للتعديل المباشر، على إحدى السفن التجارية القادمة من تركيا لمصر لحساب شركة استيراد وتصدير داخل عدة حاويات»، وهو ما دفع «الوطن» لرصد تحرك الشحنات التركية والإجراءات التى تخضع لها منذ وصولها فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر الماضى عبر مياه البحر المتوسط إلى ميناء دمياط أحد الموانى المصرية التى تتردد عليها المراكب والشحنات التركية، حتى مغادرتها الأراضى المصرية.
يقول عصام حسنين، رئيس الإدارة المركزية لشئون الحركة داخل ميناء دمياط، إن هناك خطة محكمة بين الشرطة وجهاز الأمن الوطنى والمخابرات وأمن الميناء لتأمين المركب والتريللات التابعة لخط النقل التركى فيما تقوم الجهات الأمنية السابق ذكرها بالتنسيق مع جمارك دمياط فى عملية التفتيش على أى شحنة قادمة وذلك عبر مرورها على جهاز الأشعة وفى حالة الشك فى أى تريللا يتم التفتيش ذاتياً على الفور.
موضحاً أنه لا يوجد أى أعباء أمنية على ميناء دمياط من خلال التأمين أو التفتيش على تلك الشحنات، نافياً العثور على أى مخالفات فى تلك الشحنات، مؤكداً اتساع أرصفة وساحات ميناء دمياط لاستيعاب تلك التريللات ويتم ذلك وفقا للاتفاقية الموقعة بين مصر وتركيا.
الاتفاقية الموقعة بين وزارة النقل المصرية ووزارة الاقتصاد التركية والتى حصلت «الوطن» على نسخة منها، تنص على تسهيل الإجراءات الرسمية لتشغيل خط المرور الذى تم إنشاؤه بين الموانى المصرية والتركية وعمليات النقل البرى والترانزيت بين وعبر أراضى البلدين فى إطار تطوير ودعم التعاون فى مجال الخدمات اللوجستية، كما اتفق الطرفان فى 22 أبريل 2012 أثناء توقيع الاتفاقية على تسهيل إنشاء خطوط مرور منتظمة بين موانى البلدين مع تشجيع الناقلين على استخدام الخطوط وتحديد الرسوم والإجراءات التى ستقدم من كل طرف للطرف الآخر، مع الأخذ فى الاعتبار أن مشغلى الخط يتحملون النفقات المقررة لاستخدام مرافق الموانى وفقا للقواعد والقوانين واللوائح لكل طرف. حيث تنص المادة «6» على أن يشجع الطرفان مشغلى النقل التابعين لهما على استخدام المزايا التى يقدمها خط المرور المشار إليه خلال العمليات من وإلى تركيا لدولة ثالثة ترانزيت، كما اتفق الطرفان على أن البضائع التى يصدرها كل طرف، والتى تصل لموانى الطرف الثانى، تنقل بواسطة شاحنات الطرف الآخر لدولة ثالثة لا تخضع لأى رسوم ترانزيت.
وبينما اختلفت التكلفة المالية التقديرية للشاحنات التركية العابرة إلى الأراضى المصرية، بحسب الميناء التى تصل إليه، والمسافة التى تقطعها براً من ميناء إلى ميناء آخر، كما تنص الاتفاقية، حيث تحصل الحكومة المصرية على 550 دولارا عن كل شاحنة، بالإضافة لرسوم الموانى، حيث تتحرك الشاحنات من ميناء دمياط براً إلى ميناء الأدبية بالسويس، وتدفع نفس القيمة عندما تتحرك السيارات من ميناء بورسعيد إلى «ميناء الأدبية»، بينما يصل المبلغ إلى 650 دولارا عندما تتحرك الشاحنات من ميناء الإسكندرية براً إلى ميناء الأدبية بالسويس، ويرتفع المبلغ ليصل 1100 دولار عندما يتحرك المركب من ميناء الإسكندرية إلى ميناء نويبع أو سفاجا.
هشام بدوى، مدير الاستثمار بهيئة ميناء دمياط، يؤكد استفادة مصر من الاتفاقية كاملة، عدا الوقود، مطالباً بضبط عملية حصولهم على الوقود خارج الميناء، مشيراً فى الوقت نفسه لحاجة مصر الاقتصادية لبقاء التعامل بتلك الاتفاقية نظراً لرسوم «النولون» التى تدفعها على كل سيارة، حيث تبلغ 550 دولاراً على كل تريللا علاوة على رسوم المركب، مشيراً لحصول تركيا على الوقود داخل الميناء بالسعر العالمى حالياً.
وبعد انتظار دام 3 أيام، خرجت الشاحنات التركية أخيراً مع دقات الواحدة ظهراً، وبصحبتها سيارة شرطة واحدة بها عدد من الضباط والأفراد، تنوعت ألوان الشاحنات وتباين نوع البضائع بداخلها، كان يقودها سائقون أتراك جاءوا معها على متن السفينة التركية القادمة من ميناء «الإسكندرونة» بتركيا، خرجت السيارات فى دفعة واحدة من الميناء وأحدثت زحاما مرورياً ملحوظا وأوقفت حركة السيارات المتوجهة إلى مدينة دمياط الجديدة، واستمر خروج السيارات من بوابة الميناء الرئيسية لمدة تزيد على الساعة، بسرعة توجهت الشاحنات نحو الطريق الدولى الساحلى باتجاه بورسعيد، وكان من اللافت للنظر معرفة السائقين الأتراك بمداخل ومخارج الطريق مثل المصريين تماماً، فى كبائن الشاحنات العملاقة جلس بعض ضباط الشرطة بجوار السائقين من أجل تأمين الرحلة حتى ميناء «الأدبية» بالسويس، لكن عددهم كان قليلاً جداً.. بعد دقائق استمر توافد الشاحنات على الطريق الدولى لمدة طويلة، تباعدت فيها المسافات بين السيارات بشكل كبير، حتى وصلت أول سيارة إلى طريق «الإسماعيلية - بورسعيد»، وبسبب إغلاق اتجاه بورسعيد ازدحمت السيارات على الحارة المتوجهة إلى الإسماعيلية، عبرت الشاحنات بوابة بورسعيد دون دفع رسوم عبور، وتراصت على الجانب الأيمن للطريق المتجه لبورسعيد والذى كان مزدحماً جداً بالسيارات بسبب إغلاق اتجاه بورسعيد.
واصلت الشاحنات سيرها ببطء نحو الإسماعيلية ومرت أسفل كوبرى السلام ومرت بأكثر من لجنة أمنية تابعة للجيش والشرطة، على جانبى الطريق انتشرت مدرعات الجيش لتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس بعد الحادث الإرهابى الذى استهدف السفينة الصينية قبل نحو شهرين فى المنطقة الواقعة بين كوبرى السلام بمدينة القنطرة وبين مدينة بورسعيد، على يسار الطريق كانت السفن العملاقة العابرة لقناة السويس تشق طريقها نحو البحر الأبيض المتوسط عبر مجرى القناة الضيق، كانت السفن قريبة جداً من الشاطئ الغربى بل تكاد تلامسه، وكانت تبعد عن الطريق نحو 100 متر فقط، وكان من الممكن جداً أن تعبر هذه الشاحنات قناة السويس عبر السفينة التى أنزلتها فى ميناء دمياط، لكنها فضلت المرور عن طريق البر بداخل مصر حتى لا تقوم بدفع رسوم قناة السويس وهو ما يعنى أن الاتفاقية حرمت مصر من مرور هذه السفن والشحنات من قناة السويس قبل وصولها إلى السعودية وتحقيق أرباح جراء ذلك بالإضافة إلى إحداث تكدس وازدحام مرورى بسبب كثرة عددها وكبر حجمها دون مراقبتها من قبل قوات الجيش والشرطة بشكل محكم بل يسمح لها بتهريب أى ممنوعات داخل البلاد لأن إغلاق أبواب السيارات غير محكم ولا يوجد عليه رصاص الجمرك الذى يمنع التهريب، كما أن مراقبة كل هذا العدد الكبير من السيارات فى ظل تلك المسافات أمر «صعب ومستحيل» على حد تعبير محمد الشطورى القيادى بالتيار الشعبى وأحد العاملين بميناء دمياط، موضحاً أن خط المرور التركى هو مشروع اقتصادى فى المقام الأول، استغله النظام الأسبق بعلاقاته السياسية، وفتح المجال أمام تركيا التى لجأت لتلك الاتفاقية للهروب من رسوم خط قناة السويس حيث تمكنت من الحصول على كافة الامتيازات وباتت تدفع رسوما زهيدة مقابل مرورها من ميناء دمياط فى وقت لا تلجأ فيه للعمالة المصرية حيث تستعين بسائقين وسيارات تركية مع حصولها على وقود مدعم، واستغلالها للطرق المصرية كى تعبر ميناء الأدبية بالسويس متوجهة للدول الآسيوية. مع طول المسافة تباعدت الشاحنات عن بعضها إلا أن السائقين الأتراك يحفظون الطريق جيداً، ولا يحتاجون إلى مرشد ليخبرهم بالطريق، فى تمام الثالثة عصراً توقفت شاحنتان على الجانب الأيمن بطريق الإسماعيلية بعد أن صدمت إحداها سيارة ملاكى، وتوقفت الشاحنة عن السير لمدة تزيد على نصف ساعة بعد دخول سائقها فى مفاوضات مع صاحب السيارة الملاكى لتقييم الخسارة ودفع التعويض الفورى، استدعى بعض شهود العيان «ميكانيكى» من مدينة القنطرة غرب لتقدير الخسائر وقيّمها بحوالى 2000 جنيه ودفع السائق التركى 300 دولار لصاحب السيارة الملاكى ثم انصرف إلى وجهته، تتسبب الشاحنات التركية فى ازدحام الطريق بسبب عددها الكبير، مما يتسبب فى وقوع حوادث بشكل مستمر بطول الطريق لا سيما بعد إغلاقه فى الاتجاه المؤدى إلى مدينة بورسعيد لأنها تقوم بالمرور من نفس الطريق بشكل دورى غير منتظم حسب حركة التجارة القادمة من تركيا إلى موانى دمياط وبورسعيد والإسكندرية، ومتجهة إلى السعودية ودول الخليج.
مع دقات الرابعة عصراً تصل بعض الشاحنات إلى الإسماعيلية عبر طريق القاهرة وتواصل تقدمها حتى تصل إلى بوابة الإسماعيلية، وقبل المرور منها تغير مسارها إلى السويس عبر طريق أبوسلطان، وبعد حوالى 70 كيلومترا تنحرف السيارات إلى اليسار من جديد قاصدة ميناء الأدبية بمدينة السويس محدثة ارتباكا مرورياً كبيراً، ومع غياب ضوء الشمس، تراصت الكثير من السيارات على الطريق بغرض الانتظار أو بغرض التزود بالوقود من محطة الوقود المجاورة لكمين القوات المسلحة، وحسب الاتفاقية الموقعة بين مصر وتركيا لا تدفع السيارات التركية رسوماً إضافية على التزود بالوقود المصرى المدعم. كما تنص المادة رقم 5 من الاتفاقية على قصر تموين الشاحنات التركية بالوقود داخل الأراضى المصرية على نقاط الوصول والمغادرة، وفى حال الخروج عن تلك القاعدة سيتم سداد فرق الوقود المعمول به فى مصر وفقاً للملحق رقم «1»، وفى حال عدم شراء الشاحنات التابعة لأى طرف للوقود من دولة الترانزيت يتم ختم مخازن الوقود الخاصة بها والسماح لها بالمرور دون دفع فرق دعم الوقود.
فى تمام التاسعة مساءً تصل الشاحنات الضخمة أخيراً إلى ميناء الأدبية بالسويس ويسمح لها بالدخول فى التاسعة والنصف وتبيت ليلتها بداخل الميناء لتنتقل إلى ميناء «ضبا» السعودى عبر سفينتين فى التاسعة صباحا من اليوم التالى.
يؤكد مصدر مسئول بهيئة ميناء دمياط -رفض ذكر اسمه- أن مصر تأثرت سلبيا بالأحداث السياسية الأخيرة بين مصر وتركيا، موضحاً أنه فى بداية الاتفاقية كانت مصر متعاقدة مع ثلاثة خطوط ملاحية وهى «ورمز»، و«زيادة»، و«بولارس» حيث كنا نقوم بتحصيل نولون 700 دولار عن كل تريللا انخفضت إلى 500 دولار منذ نحو شهرين بعد الأحداث السياسية المتوترة بين البلدين، وذلك بعد إلغاء الخطين الملاحيين «زيادة» و«بولارس» تعاملهما معنا، ودخول مركبين على أقصى حد ميناء دمياط أسبوعياً بعدما كان يدخل يوميا مركب تركى.
ومع تأثر العلاقات بين مصر وتركيا بعد أحداث ثورة 30 يونيو وما تبعها من أحداث، وتغير موقف رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، طالب العديد من القوى الوطنية بإعادة مراجعة الاتفاقيات المبرمة مع تركيا، خاصة التى تستفيد منها تركيا على حساب مصر، وتأتى على رأس هذه الاتفاقيات اتفاقية «خط المرور التركى»، والتى تم إبرامها بأنقرة فى 22 أبريل عام 2012م.
ويستنكر محمد الشطورى، القيادى بالتيار الشعبى، دعم مصر لتركيا ببقاء العمل بتلك الاتفاقية رغم وجود أزمة سياسية بين مصر وتركيا، مشيراً لعدم وجود أدنى استفادة اقتصادية لمصر من استمرار تلك الاتفاقية مطالباً بإلغائها أو على أقل تقدير يتم تعديلها بما يخدم المصالح المصرية بالدرجة الأولى، خاصة أن الاتفاقية تنص على تسوية أى نزاع بين الطرفين بتطبيق وتفسير أحكام تلك المذكرة عن طريق المفاوضات الودية، وأن الاتفاقية مستمرة لعام آخر، ويمكن تجديدها لمدة ثلاث سنوات أخرى لحين الانتهاء من مفاوضات النقل الدولى البرى لنقل الركاب والبضائع بين حكومة البلدين كما تنص المادة «14» داخل بنود الاتفاقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.