الحرب الحالية هى حرب ضد الجيش لإسقاط الدولة، الحذر والتنبيه والتنويه والتأكيد واجب يا مجدى بك، فالضرب فى الرموز آثاره على القوات المسلحة ليست فى صالح هذا الوطن فى الوقت الحالى، وعندما تستقر الأوضاع، أرجوك خض حرباً ضارية، وأنا معك، لفتح جميع الملفات والصناديق السوداء. الكاتب الصحفى مجدى الجلاد يكتب مقالاً بجريدة «الوطن»، 8 أكتوبر 2013 تحت عنوان: «طنطاوى.. على جثة مصر»، بدأه ببطولة شخصية بحكم المنصب، بطولة أقدرها كثيراً باعتذاره عن عدم حضور احتفالات أكتوبر، واستمراره مع رجال جريدته خلال الاشتباكات التى اندلعت بالرصاص الحى والخرطوش أمام جريدة الوطن، تابع سيادته الحفل من مقر الجريدة، أشاد بالحضور والسيدة جيهان السادات، «لا أعرف لماذا لم يتحدث سيادته عن حضور ابن الزعيم عبدالناصر؟، لعل المانع خير»!!، أصابته غصة شديدة مثل الملايين غيره بالحضور المستفز للمشير طنطاوى الذى يعتبره خطيئة كبرى، فالاحتفالات كانت لمصر، مصر التى تدفع ثمن أخطائه فى إدارة المرحلة الانتقالية بالمقلوب لعدم الاستعانة بالرموز الوطنية المخلصة لوضع خارطة الطريق بدستور عصرى، مفضلاً الغرف المغلقة والصفقات مع الإخوان والأمريكان لتأمين النفس وتمكين الإخوان على جثة مصر، بالرغم من صرخات جميع القوى الوطنية، مختتماً مقاله، وبراحة من ضميره، برفضه الشخصى لوجود «طنطاوى» فى ذات اللحظة التى يموت فيها أبناؤها بسبب إدارته للمرحلة الانتقالية وما يحدث فى مصر منذ عامين ونصف العام، وما يحدث هو فى رقبة «ثنائى طنطاوى وعنان»، فكيف لنا أن نتحمل حضور الأول وغياب الثانى من غير ما حد يقول لنا ليه؟!، انتهى المقال. اسمح لى ببعض التحفظات على ما جاء بمقالك رغم تقديرى الشديد لمعظم ما تكتب، بداية أختلف مع سيادتك فى اعتراضك على حضور المشير طنطاوى، فهذا خلط للأمور لن أغوص فى أسبابه، إنها نفس قصة نشرك مذكرات مبارك فى هذا التوقيت، هنا أسألك: لماذا النشر؟ رغم تأييدى لك فى هذا الشأن، ما تعانيه مصر حقاً، هو عمليات خلط الحابل بالنابل، فضاعت معها الخطوط الفاصلة، بين الحق والباطل، والحرية والفوضى، وعلت الأحقاد والانتماءات الشخصية والحزبية على الانتماء الوطنى، وتحولنا للأسف إلى بلد عشوائى، عديم المذاق، فاقد للمعايير والموضوعية، وضاعت فيه بوصلة الوطن. لقد فوضت نفسك، وصياً على الشعب كعادة جميع القوى الوطنية اللى سيادتك بتقول عليهم، عدم حضور سيادتك الحفل نرفع له القبعة، لكن مَن قال لسيادتك بغصة الملايين غيرك لحضور طنطاوى؟، انزل للشارع واسأل رجل الشارع البسيط بعيداً عن ثوار ونشطاء الفضائيات، سوف تجد عشرات الملايين الذين يخالفونك الرأى، بل ستقدم الشكر للفريق أول السيسى الذى صمم على حضوره، السبب لأنه قارئ جيد للشعب المصرى، هذه، أستاذى الفاضل، الكارثة الرئيسية فى إدارة المرحلة الانتقالية، آلاف من النخبة والثوار بالميدان فى يناير تحت دعم إعلامى غير واعٍ، حولوا الشعب للأسف إلى قطيع تابع، صفقنا لقناة «الجزيرة» وهى تخترق السيادة الوطنية وتشيع الفوضى فى يناير، لأنها تخدم الهوى، الآن نهاجمها بضراوة، ما الفارق؟، لا شىء، كل مَن يحب هذا الوطن هاجم هذه القناة فى يناير وأيضاً فى يونيو، فالخيانة لا يمكن أن تعلو عن الوطنية، اختلفنا أو اتفقنا مع مبارك، وحتى لا أغوص طويلاً فى المرحلة الانتقالية، المرحلة التى وجد فيها المجلس العسكرى نفسه وحيداً يصارع مع أمريكا والإخوان وأهل الميدان بمليونياتهم العبثية والقندهارية وتقارير ابن خلدون، نخبة فضلت أن يقودهم المراهقون ويبذلوا المستحيل لكسب رضاهم، وحيداً يصارع للحفاظ على تماسك القوات المسلحة، الهدف المرصود بأى ثمن، فسقوطها هو ضياع مصر بغير رجعة، أذكر سيادتك بما قاله الفريق عبدالعزيز سيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، بإحدى الصحف منذ أيام قليلة، معلقاً على إدارة المرحلة الانتقالية: «الخطأ الوحيد الذى وقع فيه المجلس العسكرى من وجهة نظره، ربما يكون أنه تعامل مع القوى السياسية بأخلاق الفرسان، والسياسيون لا يتعاملون كثيراً بتلك الأخلاق»، حقيقة يعلمها الدانى والقاصى بعد سقوط الأقنعة الثورية، ولو سيادتك مش مصدق، أين القوى الوطنية اللى سيادتك بتقول عليهم؟، الدكتور البرادعى أصاب مصر بطعنة هروباً من المسئولية إلى فيينا وبروكسل!!، وائل غنيم وشلته أين ذهبوا، جزء ذهب إلى قناة الجزيرة رافعاً الدولار فوق الانتماء، جزء شكل كتيبة قتالية بجريدة «الشروق» ضد الوطن، حركة 6 أبريل التى سيطرت على الميدان فوجئنا بأنهم أذناب الإخوان، معترفين بالتمويل للبعض وتدريبهم بالخارج، ومعهم طبعاً الألتراس بقطبيه الأحمر والأبيض، بعض الرموز اللى سيادتك بتقول عليهم رموز وطنية من أهل الوطنية للتغيير ذهبوا إلى فيرمونت ليشرعوا الفوضى وتزوير الانتخابات وتهديد مصر بالحرق إذا لم ينجح محمد مرسى، شرعوا إقالة المجلس العسكرى تصفيقاً كرهاً فى القوات المسلحة طبقاً للتخطيط، حتى ولو على حساب القيم الدستورية بالإعلان الذى أجلس الرئيس على الكرسى، وعلى حساب دماء جنود مذبحة رفح الأولى بالشعارات، نكبة مصر، يا أستاذى، كانت فى فيرمونت وعاصرى الليمون، ثم فى 12 أغسطس بإقالة المجلس العسكرى وليس بالإعلان الدستورى 21 نوفمبر. لنترك المرحلة الانتقالية، ونذهب إلى النخبة والقوى الوطنية اللى سيادتك بتقول عليهم، اللى كانوا فى برواز 3 يوليو 2013، ومنهم الدكتور البرادعى، أصدروا خارطة الطريق أمام العالم، إعلان دستورى يصدر من الرئيس عدلى منصور بتعديل دستور 2012، الآن النخبة تطالب بدستور جديد، طيب يا لجنة الخمسين، لماذا وافقتم من الأصل على تعديل الدستور؟، هذا مثال بسيط، مجدى بك، عن النخبة اللى بتقول عليهم مجدى بك، لا نعرف ماذا نريد إلا بعد أن نخبط فى الحيطة وتسيل الدماء، طيب ماذا سيقول العالم عن النخبة؟، بالقطع أعلم جيداً حيثيات طلب دستور جديد، مثال آخر هناك أصوات تتصاعد للمصالحة مع الإرهاب ممن تسمونهم النخبة، طيب، لماذا لم تتصالحوا مع مبارك والحزب الوطنى بالرغم أن المقارنة ظالمة لمصر قبل يناير؟ لماذا فتحتم مصر على البحرى أمام العالم يا نخبة مصر بالحكومة وبالاتحادية وبدكاكين تجارة الحقوق الإنسانية؟ كم كنت أتمنى من النخبة الوطنية مقاطعة غزوة مارس 2011، وغزوة دستور الإخوان، لكن للأسف ذهبوا بأرجلهم وصوتوا، لماذا إذن تتباكون الآن؟، للأسف، إنها شماعات الفشل للنخبة، الشارع، مجدى بك، سبق الفكر النخبوى، مَن يريد أن يرى الصورة بوضوح وبحيادية، اترك الأرض التى تقف عليها، اصعد لأعلى برج القاهرة، اترك شهر يناير 2011، ارجع للخلف أعواماً قليلة، تابع الأحداث الحالية التى تعبث بمصر، خاصة من عناصر حماس فى الأحداث الأخيرة: «30 قتيلاً، 51 مصاباً، 64 بالسجون المصرية»، أعد قراءة المشهد مرة ثانية، سوف تجد بسهولة صورة مختلفة، إنها إسرائيل، اللهو الخفى الحقيقى يا مجدى بك، ومن يستطيع الحفاظ على جيشه متماسكاً بالرغم من هذه الحروب الضارية من جميع الاتجاهات الحدودية ومن الداخل للأسف، أعتقد وجب أن ترفع له القبعة، فبدون ذلك لم تكن هناك ثورة اسمها 30 يونيو، وكنا سنعيش أجواء دماء المسرح السورى على هذه الأرض المحروسة، وتم إشهار إعلان تقسيم مصر رسمياً. الجميع كان يحلم بحياة أفضل، ونحن نستحق ذلك، الخروج والزئير بالشعارات لا يصلحان لتغيير نظام دولة، لكنهما يصلحان فقط للتشجيع فى مباراة المنتخب باستاد القاهرة، زئير دون أن ندرى من يحركنا، ومن وراء هذه الشعارات، ولماذا تتبدل ألحان الزئير وماذا بعد الزئير الثورى؟، اختلفت الآراء حول مسميات ما حدث فى يناير، لكن بعد سقوط الأقنعة، أستطيع أن أؤكد أنها ثورة مائة بالمائة، وهذا ما قلته لحضراتكم منذ أكثر من عامين، الإخوان لم يسرقوا الثورة، كما تدعى النخبة، ثورة يناير هى ثورة إخوانية مائة بالمائة تخطيطاً وتنفيذاً تحت رعاية اللهو الخفى الإسرائيلى الذى يظهر على فترات مرتدياً العباءة الأمريكية، الثورة تستمر اسمها ثورة سواء كانت للبناء أو الهدم، انظروا وفكروا وراجعوا مَن أشعل فتيل الثورة، وأين هم؟، المراجعة والمصارحة هى قمة الوطنية، الأخطاء مهما كانت قسوتها واردة ومقبولة طالما خلصت النوايا لصالح هذا الوطن، للأسف، مجدى بك، الدولار غير النفوس، وعلا على الوطنية للأسف، كل شىء عند البعض، وهم كثيرون، له ثمن حتى مصر، فلا مانع من بيعها بالشروة فى مزاد علنى بأبخس الأسعار، ورغم ذلك لم ينجحوا فى إسقاط الجيش كما يريدون، عظيمة يا نخبة مصر، للأسف أنتم تصلحون أن نبحث لكم على عرائس للزواج، فقلوبكم بيضاء، ونواياكم صافية جداً على الزيرو، تلاعب بكم الإخوان والسلفان والثوار كما يريدون، فأهلاً بكم عرسان حلوين مسالمين بعيداً عن إدارة مقدرات هذا الوطن. يا نخبة مصر الشرفاء، سيبوكم من المسميات، الأخطاء واردة من الجميع، وقفة مع النفس، أرجوكم إعادة قراءة المشهد بحيادية، مصر أكبر من يناير ويونيو، الحرب الحالية هى حرب ضد الجيش لإسقاط الدولة، الحذر والتنبيه والتنويه والتأكيد واجب يا مجدى بك، فالضرب فى الرموز آثاره على القوات المسلحة ليست فى صالح هذا الوطن فى الوقت الحالى، وعندما تستقر الأوضاع، أرجوك خض حرباً ضارية، وأنا معك، لفتح جميع الملفات والصناديق السوداء.