بعد حصار دام لأشهر على الجماعات الإرهابية داخل مدينة "درنة" الليبية، أعلن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، قبل أيام، انطلاق عملية تحرير المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011. وينظر إلى "درنة" باعتبارها واحدة من أكثر البؤر الإرهابية خطورة في ليبيا إن لم تكن الأكثر، والتي شهدت نزاعا عليها بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين انتهى لمصلحة ما يسمى ب"مجلس شورى المجاهدين" المرتبط ب"القاعدة" عام 2015، فما أهمية هذه المعركة على وجه الخصوص بالنسبة لمصر التي تمثل ليبيا لها أحد أخطر دوائر الأمن القومي؟. "الوطن" سألت المستشار السابق بالجيش الليبي رمزي الرميح حول أهمية معركة تحرير "درنة" بالنسبة لمصر، فأجاب: "حسب تصريحات رسمية وغير رسمية مصرية، فإن أغلب عمليات التفجير التي حدثت في الأراضي المصرية سواء في سيناء أو الفرافرة أو الصحراء الغربية من درنة، بل ونستطيع القول إن كل الأحداث الإرهابية التي حدثت في مصر منذ عام 2011 وحتى عام 2018 كلها من درنة إما بالتخطيط أو التدريب". الريمح تحدث عن تحصن عناصر إرهابية مصرية في "درنة"، قائلا: "هناك عناصر إرهابية متحصنة داخل هذه المدينة، نظرا لطبيعة المدينة الجبلية، هذه الطبيعة جعلتها بيئة خصبة للعناصر الإرهابية". ويدلل الأكاديمي الليبي على حجته بأن أغلب العناصر الإرهابية التي ذهبت إلى أفغانستان من قبل والصومال قدموا من درنة، وبالتالي درنة في رأيي هي البؤرة الرئيسية لدعم الإرهاب في مصر". واعتبر "الرميح" أن معركة تحرير "درنة" تأخرت كثيرا، قائلا: "نحن حقيقة نقولها بكل مرارة، معركة درنة تأخرت كثيرا، ونحن نعتقد اعتقاد لا يقبل الخطأ أن سبب تعطيل معركة تحرير بنغازي من قبضة التنظيمات الإرهابية في السابق، يعود للدعم الذي كان يصل لها من مديني مصراتة ودرنة، وهذا التأخير أدى إلى زيادة الدعم للجماعات الإرهابية وزيادة قوتها". وعن الفترة التي قد تأخذها تلك المعركة، قال المريح: "ساعة الصفر انطلقت، ونتوقع حسم المعركة واستعادة درنة من قبضة التنظيمات الإرهابية، لكن هناك عدة عوامل تعرقل ذلك كالطبيعة الجبلية الوعرة". وتابع "الرميح": "ولا تنسى أن العملية العسكرية على مستوى الدولة الليبية ضد الجماعات الإرهابية في درنة كانت عام 1996، وبدأها القذافي وقتها باستخدام الطيران الحربي".