من مطاردة المفطرين لفانوس صلاح.. أغرب فتاوى رمضان السلفية

أيام قليلة على حلول شهر رمضان الكريم، ومع اقتراب تلك الليالي المباركة تشرع نسماتها في الظهور، ويبدأ التحضير للرحلة الرمضانية، وعلى جانب موازي يستعد السلفيون لإطلاق فتاويهم التي أصبحت عادة رمضانية، يداومون عليها كل موسم، وكان آخرها فتوى "الفوانيس"، اليوم.
تحريم شراء الفوانيس التي تردد أغاني رمضان، كان أحدث فتاوى الداعية السلفي سامح عبدالحميد، معتبرًا أنها تؤذي الأطفال وتجعلهم يحفظونها منذ الصغر، مشيرًا إلى أنه يجب استبدالها بابتهالات وأدعية دينية.
الفوانيس التي تحمل أشكال الفنانين حرام شرعًا، بحسب ماقاله "عبد الحميد" ل"الوطن"، متعللًا بأنهم لا يرتقوا بأن يكونوا قدوة للأطفال، مضيفًا أن الفانوس المصمم على شخصية اللاعب محمد صلاح حلال، لأنه لاعب خلوق ويسجد عقب تسجيله للأهداف.
فانوس "صلاح" لم يكن أولى الفتاوى السلفية التي تصدر بحلول شهر رمضان الكريم، بل سبقه فتاوي أخرى، حيث طالب الداعية السلفي ذاته في بيان له، بفرض الحكومة إغلاق المقاهي والمطاعم في نهار رمضان لأنها حرام، والقبض على المفطرين جهرًا وملاحقتهم في الأماكن العامة، لأن المفطرين يقومون بإفساد سلوكيات المجتمع، كما طالب بسن قانون بتجريم الجهر بالإفطار في نهار رمضان.
المسلسلات كانت بطلة أحد الفتاوى الرمضانية للسلفيين، حينما أفتى الشيخ محمود لطفي عامر، الداعية السلفي، بتحريم مشاهدتها في شهر رمضان سواء نهارا أو ليلاً، ونصح المسلمين بخفض ميزانية الطعام والشراب إلى الثلثين، قائلًا: "يحرم على المسلمين أو يكره كراهة أقرب للتحريم متابعة أي أفلام أو مسلسلات أو مسابقات لأنها تفوت على الصائمين ما هو أجدي وأولى".
فتاوى السلفيين طالت الدورات الرمضانية التي يعتاد المصريين ممارسة كرة القدم فيها خلال أيام الشهر الكريم، حيث أفتى الشيخ ياسر برهامي، حول جوائز الدورات الرمضانية، معتبرًا إياها "قمار محرم لا يجوز"، وجاء ذلك خلال إجابته على إحدى الأسئلة حول حكم الدورات الرياضية الرمضانية التي تكون جوائزها مقدمة مِن إحدى الفرق المشاركة فيها.
وتعليقًا على هذا الشأن، قال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مثل تلك الفتاوى تسعى لتكدير المسلمين، وإدخال العتمة على جو العبادات، وهو ما يؤدي لعسر التعبد إلى الله، الأمر الذي نهى عنه الدين الإسلامي.
لعب الأطفال بالفوانيس أو خوض الدورات الرمضانية في الشهر الكريم، هو لعب يراد به التذكير والتنبيه برمضان وأهميته، بحسب ما أضاف "النجار" ل"الوطن"، مشيرُا إلى أنه شهر خير ورحمة، تٌفتح فيه أبواب المغفرة، فكيف لمثل هؤلاء الأشخاص أن يضيقوا فيه على المسلمون؟.
فتاوى السلفيون السفيهة تسعى لإلهاء العقل الإسلامي عن القضايا الأهم، وفقًا لعضو مجمع البحوث الإسلامية، مضيفًا أن من يتطرق لمثل هذه المسائل هو شخص لم يربى تربية فقهية سليمة، ويعتقد أنه سيكشف ما لم يأت به الأولون.