الليالى المظلمة التى تعيشها المحافظات المصرية، بعد فرض نظام تخفيف الأحمال، أجبرت الأهالى على حظر التجوال ما بعد الساعة السادسة مساء، مما أفسد بهجة وفرحة شهر رمضان المعظم، وجعلهم يهددون بقطع الطريق، وعدم دفع الفواتير، فيما رد آخرون بمسيرة «قوم ولع لك شمعة» بعد أن أصبحت الشموع هى البديل الأساسى فى مواجهة الانقطاع المتواصل للكهرباء. وكان العديد من القوى السياسية بالبحيرة نظمت مسيرة بالشموع أمس تحت عنوان «قوم ولع لك شمعة» انطلقت من ميدان الساعة بمدينة دمنهور واتجهت إلى مبنى ديوان المحافظة، اعتراضاً على الانقطاع المستمر للكهرباء. مدن «كفر الدوار، وأبو حمص، وادكو، ورشيد، وإيتاى البارود» هى الأكثر تعرضاً لانقطاع الكهرباء بالبحيرة، حيث يستمر انقطاع التيار الكهربى هناك بالساعات، دون النظر إلى احتياج أهالى تلك المدن إلى الكهرباء التى تغذى المحلات التجارية والعيادات والصيدليات مما يعرض حياة الكثير من المرضى للخطر. وقطع أبناء قرية الدوية كوبرى بنى سويف، الذى يربط شرق المدينة بغربها، احتجاجاً على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى، واحتجزوا مئات السيارات، انتظاراً للمفاوضات التى قام بها عدد من ضباط الشرطة بإدارة المرور. وتسبب إغلاق الكوبرى من قِبل المتظاهرين، الذين وضعوا أعمدة إنارة على الطريق النازل من الكوبرى، فى احتجاز قيادات مديرية أمن بنى سويف التى تقع بمدينة بنى سويف الجديدة، بالكامل، حيث لم يتمكنوا من العبور للجهة الأخرى حتى انتهاء المفاوضات التى كان يقودها اللواء «محمود بهير» مدير إدارة مرور بنى سويف. أما سكان مناطق المستقبل والأمل والسلام والصباح والموشى بالسويس فهددوا أيضاً بالتصعيد، وقطع طريق السويس - القاهرة الصحراوى احتجاجاً على تناولهم الإفطار على أضواء الشموع. وشهدت شوارع المحطة، والميناء النهرى، والسوق و23 يوليو ومصطفى كامل والسهاريج ومنطقتى الشئون، ومدينة العمال بقنا انقطاع الكهرباء من التاسعة، وحتى الواحدة من صباح أمس. وأشار عمر السايح محمد، صاحب محل بقالة، بشارع السوق، إلى تخوفه من تلف منتجات الزبدة والزبادى «والجلاش». أما حجاج ختام، صاحب معرض موبيليا، بشارع السوق، فأعرب عن غضبه جراء توقف البيع والشراء، وقال «هى الحكومة قاصدة تقطع عيشنا ليه، فى الصبح مفيش بيع علشان الناس صايمة، يروحوا يقطعوا الكهرباء عنا بالليل اللى بنسترزق فيه». واكتفى عصام عمران على «20 سنة» صاحب محل عصائر بشارع 23 يوليو بإضاءة محل العصير بالشموع، منتظراً عودة الكهرباء فى أسرع وقت قبل فساد العصائر. فيما تلقى اللواء صلاح مزيد، مدير أمن قنا، إخطاراً من مباحث مركز قوص، بإصابة إيهاب خلف الله، مأمور المركز، أثناء إلقاء أهالى قرية خزام الحجارة على قوات الأمن أثناء محاولتهم فتح طريق قنا - الأقصر، بعد أن أغلقوه احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائى بصفة مستمرة. وتواصلت الأزمة بالبحر الأحمر، حتى أصابت بالشلل التام المحكمة الابتدائية، مما أدى إلى توقف أجهزة الكمبيوتر وعمليات التوثيق، والتسجيل الإلكترونية. وفى الفنادق والقرى السياحية تسبب انقطاع الكهرباء فى حالة استياء شديدة بين السائحين لعدم تشغيل أجهزة التكييف والمصاعد، مما اضطرهم إلى أن يناموا بجوار حمامات السباحة هرباً من شدة الحر. ودشن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى بالإسماعيلية حملة «مش دافعين» بالتعاون مع حركة 6 أبريل وحركة كفاية. وأعلنت حركة كفاية عن دعمها وتضامنها الكامل مع حملة «مش هندفع»، التى تهدف إلى مطالبة الحكومة بحقوق المواطنين، ومنها الكهرباء. واشتعلت المظاهرات فى محافظة المنيا بسبب انقطاع التيار وتظاهر أهالى قرية المودة والقيس بمركز بنى مزار وقاموا بقطع الطريق الزراعى مصر - أسوان للمطالبة بوضع حل للأزمة.