كل يوم يسقط شهيد أو بمعنى أصح «شهيد بيودع شهيد».. وآخرهم الشاب الملازم الشهيد مصطفى جاويش الذى ذهب إلى سيناء ليعيد حق زملائه الشهداء من الجيش والشرطة والشعب، فاغتالته رصاصات الغدر فى سيارته.. أمطروه ب20 رصاصة بعد 3 أيام من تخرّجه.. واغتالوا معه فرحة عائلته ولم تشفع له كلماته: «ارحمونى.. ارحمونى» بعد أن رفع الإرهابيون شعار «الرصاص هو الحل».. ومن قبله استُشهد المقدم أحمد أبوالدهب أثناء محاولته إنقاذ فتاة من يد مجرم حاول سرقة المحمول الخاص بها، ومن يشهد صورة نجله الصغير بجوار وزير الداخلية فى الجنازة لن يطالب بمد الطوارئ فقط، بل قد يفكر كيف يأخذ بالثأر؟! لقد ذهب قبلهما اللواء نبيل فراج ليأخذ ثأر مصر وزملائه، ومنهم العقيد عامر عبدالمقصود، فاستُشهد ليترك زوجته وأطفاله يبكوون عليه طول عمرهم.. الشهداء كُثر.. والدم ينزف ويسيل فى كل ربوع الوطن من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة، بينما ما زال البعض يحلو له التودد إلى الإخوان ومغازلتهم عبر الحديث عن عودة الدولة البوليسية بنفس المنطق الذى ساروا عليه «وراء الإخوان أيضاً» حينما رفعوا شعار «يسقط حكم العسكر». الشرطة فى مصر الآن فى أمس الحاجة إلى مؤازرتها فى حربها ضد الإرهاب الغادر، ولا تحتاج خبراء أمنيين ونشطاء سياسيين يفلسفون الأمور.. فالحرب طويلة والدماء كثيرة والكل معرّض للشهادة فى أى وقت.. وليعلم الجميع أن رجال الشرطة يدافعون عن كل أبناء الوطن دون تمييز، فهم لا يرون الآن من يناصرهم ومن يهاجمهم سواء بجهل أو بسوء نية.. وبالتالى يجب الالتفاف حولهم ومساعدتهم ومواساة أهاليهم والتفكير الجدى فى كيفية تكريمهم شعبياً، سواء أسر الشهداء أو المصابون وكذلك الأحياء الذين ينتظرون الشهادة فى كل لحظة، لأن رصاصات الغدر تنتظرهم فى سياراتهم ومنازلهم، وليس فى ميادين العمليات فقط. يجب على وزارة الداخلية أيضاً أن تكون أشد قسوة فى التعامل مع أى تجاوز من أفرادها، حتى تظل الصورة الذهنية لهذه المؤسسة كما كانت فى 30 يونيو منحازة للشعب والقانون.. كما يجب على الوزارة -وبسرعة- إنشاء إدارة متخصصة لرعاية أسر الشهداء الذين تعدى عددهم أكثر من 130 شهيداً، وكذلك المصابون، فمن غير المعقول أن يخرج أحد المصابين يشكو فى أحد البرامج تجاهله فى العلاج.. وبما أن الحرب على الإرهاب طويلة ومستمرة، فعلى الوزير إنشاء هذه الإدارة لضمان استمرار التعاطف والرعاية لأسر شهداء الواجب والمصابين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل هذا الشعب الذى أصبح عليه أيضاً واجب رعاية هؤلاء والامتنان لما قدّموه لمصر من جهد فى لحظات صعبة ومرحلة قاسية فى تاريخ البلاد التى تتعرّض لمؤامرة دولية بأصابع للأسف مصرية. ■ ■ حكايات الشهداء تجدد دماء الولاء فى عروق الوطنية المصرية وتزيد التماسك بين الشعب والجيش والشرطة، وبالتالى يجب تخليدهم.. بعد أن وصل الحال إلى أن «شهيد بيودع شهيد»!!