منذ إعلان رأيه فى جماعة الإخوان بأنهم «خوارج هذا العصر»، تم وضعه فى قائمة الإخوان السوداء، إنه الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق. «جمعة»، ابن محافظة بنى سويف، لا يخشى فى الله لومة لائم، وتصدى لأفكار التيارات الدينية بكل قوته وعلمه، ووقف صامداً لم يتزعزع ولم ينجح شباب الإخوان فى استفزازه داخل جامعة القاهرة، وجهوا له السباب والشتائم بالأب والأم، ولم يقابلهم العالم الكبير، الدكتور على جمعة، إلا بالابتسامة، مصراً على إكمال المناقشة فى مكانها. «جمعة»، الذى أصر على إعطاء درس لطلاب الإخوان، موجهاً لقياداتهم رسالة مفادها أنهم «فشلوا فى تربية شبابهم، فقط علموهم السمع والطاعة والسباب والشتائم والتكفير لا التفكير، وغسلوا عقولهم بالأكاذيب، حتى أصبحوا أشبه بأولاد الشوارع». أبدى «جمعة»، الذى شغل منصب مفتى الجمهورية قرابة 10 أعوام أسفه للشعب المصرى على ما وصل إليه حال شباب الإخوان. دافع «جمعة» عن الأزهر الشريف ومحاولات التشويه التى يتعرض لها باعتباره عضو هيئة كبار العلماء، مؤكداً أن إساءة القرضاوى أو غيره للأزهر لا يعتد بها، لأن الأزهر يترفع عن الصغائر ويقوم بدور وطنى وواجب دينى، كما يسعى الإخوان ويستخدمون كل الأساليب الرخيصة للوصول للسلطة بغض النظر عن مصلحة البلد والعباد. رفض «جمعة» العنف والإرهاب، مؤكداً أن من يقوم بذلك «ليسوا إخواناً ولا مسلمين»، مدافعاً عن مؤسسات الدولة من جيش وشرطة ضد من يحرضون عليهما باسم الدين، وهو منهم براء. لم يكتفِ «جمعة»، الذى نال التكريم باعتباره من أفضل الشخصيات الإسلامية العالمية فى نشر التسامح والتفاهم بين الأديان، بتصحيح المفاهيم المغلوطة التى روجها الإخوان عن الإسلام، لكسب معاركهم الانتخابية، بل فضحهم، حينما انتقد قيادات الجماعة حينما علموا بموعد فض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة قبلها ب6 ساعات وفروا هاربين، تاركين الأطفال والنساء والشيوخ والشباب يلاقون مصيرهم ويواجهون الجيش والشرطة من باب الجهاد، بعدما صوروا للعوام والبسطاء بأن «رابعة» نفحة من الجنة، ويتنزل بها جبريل وأنهم يخوضون معركة بين الحق والباطل، وقتلاهم فى الجنة. قطع «على جمعة»، ابن 62 عاماً، على نفسه عهداً بعدم ترك بعض الشباب على جهلهم ودخولهم فى زمرة المغرر بهم، مؤكداً أن الإسلام دين عظيم سمح، ولا يعرف التشدد.