سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«معهد بحوث الصرف».. من هنا خرج «قنديل» إلى الوزارة «عيسى»: هشام أطلق لحيته عام 1997.. لكنه ليس إخوانياً.. «عبد المطلب»: هدوؤه لا يعنى ضعف شخصيته.. «السيد»: من هذا المعهد جاء 3 وزراء للرى
مركز بحثى عمره 37 سنة، أحد فروع المركز القومى لبحوث المياه، يوجد بمدينة القناطر بالقليوبية ويطل على نهر النيل. ومع أنه غير مشهور، لكنه خرج منه 3 وزراء، آخرهم الدكتور هشام قنديل، وزير الرى، الذى كلفه الرئيس محمد مرسى مؤخراً بتشكيل الحكومة، إنه «معهد بحوث الصرف» الذى أُنشئ فى منتصف السبعينات، ونقل من ميدان الجيزة إلى القناطر فى أوائل التسعينات، عين قنديل بالمعهد فور تخرجه فى كلية الهندسة عام 1984 وظل على قوة المعهد طوال هذه الفترة حتى عُين وزيراً للرى. «الوطن» زارت المعهد والتقت زملاء قنديل واستمعت إلى آرائهم فى رئيس الوزراء الجديد. معهد بحوث الصرف يقع فى الطابق الثانى من مبنى المركز القومى لبحوث المياه وهو مبنى ضخم لونه أبيض يطل على نهر النيل، المعهد من الداخل نظيف وهادئ يبلغ عدد العاملين به حوالى 160، ما بين باحثين وفنيين وعمال. «واحد زميلى قال لى قبل عيد الأضحى اللى فات، فيه واحد عاوز يشارك معانا فى الأضحية قلت له خلاص العدد كمل، وعندما قابلت الدكتور قنديل بالصدفة قال ضاحكاً فيه حد يقول للوزير لأ يا أخى، مش هتشارك معانا فى الأضحية، فوافقنا على اشتراكه معنا وحضر ذبح الأضحية هنا فى القناطر»، هذا أول ما قاله لنا الدكتور علاء عبدالمطلب، رئيس معهد بحوث الصرف، عندما تحدث عن صديقه وزميله قنديل. وقال عبدالمطلب إن دراسته مع قنديل فى مرحلة الماجستير كانت منحة مقدمة من هيئة المعونة الأمريكية، إذ حصلت مصر على مشروعات أمريكية لدعم مجال الزراعة والرى فى فترة الثمانينات بعد اتفاقية السلام، وكانت هذه المنحة ضمن مشروع لدعم قطاع الرى وحرص وقتها الدكتور محمود أبوزيد، وزير الرى الأسبق، ورئيس مركز البحوث المائية فى وقتها، على تخصيص جزء من هذه المشروعات لدعم البحث العلمى، ووقتها تم اختيارى مع قنديل فى نفس البعثة وذهبنا لنفس الجامعة على طائرة واحدة فى سبتمبر 1987 ومنذ أن عرفت قنديل وهو يتميز بثقة عالية بالنفس طوال فترة الدراسة، وأتصور أن نفسه طويل.. وشخصيته مثابرة.. ولديه قدرة على الاستماع الجيد.. لكن هذا لا يعنى أنه يمكن التأثير على قراراته فلو اقتنع بشىء فلن تتغير مواقفه لمجرد أن التيار العام يمشى فى سياق محدد.. وأغلب قراراته تأتى عن قناعة شخصية وفقاً للصالح العام. أضاف عبدالمطلب: لا أتوقع أن هدوءه يرجع إلى ضعف فى شخصيته، فعندما كنا ندرس معاً «كورس» إنجليزى للإعداد للماجستير، وقتها طلب منا المحاضر الأمريكى كتابة موضوع فكتبت عن تاريخ الحضارة الإسلامية فى مصر، وهو الموضوع الذى حاز إعجاب المحاضر فطلب نشره على شرط تعديل كلمة الفتح الإسلامى إلى الغزو الإسلامى، واستشرت قنديل فى هذا الموضوع لكنه شجعنى على عدم التراجع عما كتبت والإصرار على موقفى، وأبلغت المحاضر برفضى لتغيير الكلمة وفوجئت بتقبله لما كتبت ونشر بالفعل، هشام حصل على درجة الماجستير خلال عام ونصف والدكتوراه فى 3 سنوات فهو بطبعه يحب التنقل كثيراً فقد عمل فى البنك الأفريقى بتونس ثم عاد ليتولى رئاسة قطاع مياه النيل وبعد الثورة أصبح وزيراً للرى. وقمنا بتهنئته وقتها وذهبنا إليه بالوزارة واستقبلنا بشكل طيب لم يشعرنا أنه وزير ورئيسنا بل كان يتعامل معنا على أنه زميل فقط. ويستكمل: يتميز الدكتور هشام بالكفاءة العالية وبالنسبة لمن يقول إنه لم يحقق أى إنجازات فى قطاع الرى فأنا لا أتفق معهم لأن وزارة الرى كانت تعانى تحمل أخطاء وزارات أخرى بسبب حالة الفوضى التى عاشتها مصر بعد الثورة وأعتقد أنه استطاع تحقيق إنجازات ملموسة فى ملف مياه حوض النيل لكنها غير معلنة وتخضع للسرية. من جانبه، قال الدكتور أشرف السيد نائب مدير المعهد: من حسن الحظ أن 3 من زملائنا بمعهد الصرف أصبحوا وزراء للرى هم الدكتور محمد نصر علام، والدكتور حسين العطفى، ثم الدكتور قنديل، بجانب الدكتورة شادن عبدالجواد وهى على درجة وزير لأنها شغلت منصب رئيس المركز القومى لبحوث المياه. أضاف: عملت مع قنديل فى مشروع إعادة استخدام مياه الصرف فى الدلتا، وكان نشيطاً جداً ولا يعتمد على الأقدمية بل الكفاءة وساعدنى فى الحصول على منحة دراسية لنيل درجة الدكتوراه من هولندا، وعملت معه أيضاً فى المشروع الكندى وكان يشغل مساعد مدير المشروع من الجانب المصرى، يعنى لما بيروح فى حتة بيسد فيها، واحنا طول الفتره اللى قعدها معانا ما سمعناش إنه إخوانى هو بطبعه كان متدين لكنه التحى فقط فى عام 1997، ويعتبر د.صفوت عبدالدايم مدير المعهد آنذاك بمثابة الأب الروحى له وما زال. بابتسامة خفيفة قال لنا الدكتور محمد عيسى رئيس قسم تكنولوجيا الصرف بالمعهد: هشام من بدايته كان إنساناً «حبّوب» وكان إنساناً بمعنى الكلمة، علمت أنه كان يرسل مساعدات مالية إلى بعض عمال المركز من البسطاء عندما كان بالخارج وخاصة فى تونس. وأتذكر أن أحد زملائنا كان قد طلب مساعدته فى أن تحصل زوجته على فرصة عمل نظراً لظروف المعيشة الصعبة ورغم أنه كان مجرد باحث فى المعهد لكنه استطاع تلبية طلبه وساعده فى ذلك، احنا هنا ما نعرفش عن الراجل إلا كل خير بصراحة رجل محترم وبسيط ومتواضع. شكل المركز تغير قليلاً وبالتالى فإن مكتب الدكتور قنديل قد أصابه بعض التغيير والتجديدات وهو يطل على النيل مباشرة.. الغرفة بالكاد تتسع لمكتبين فقط وأثاثها جيد مثل باقى غرف المعهد.