يتحسس كل منهما خطاه، يستوقفان كل من يسمعون خطوات أقدامه تقترب منهما، يسألونه عن مقر لجنتهما الانتخابية، وأخيرا يعلمون أنها على بعد بضعة شوارع من محل إقامتهم الكائن في شارع سليمان جوهر بالدقي، هما زوجان أحدهما ولد كفيفا، وزوجة أصيبت بضمور في عصب الإبصار جعلت نسبة الرؤية لديها لا تتعدي ال20%. "ماخليتوش ليه حد من ولادكم يوصلكم".. جملة تكررت على مسامع عزت رشاد خليل وزوجته أمينة محمد العوضي وفي كل مرة كانا يجيبان إجابة واحدة: "البنت اللي حيلتنا كفيفة". وقت طويل استغرقه الزوجين حتى استطاعا الوصول إلى مقر لجنة أحدهما في مدرسة العميد الشهيد عامر عبدالمقصود بشارع التحرير، يدلي الزوج بصوته ثم يبدأ في رحلة جديدة للبحث عن مقر لجنة زوجته التي قالت: "إحنا ظروفنا على قد حالنا ودخلنا ما بيزدش على 800 جنيه في الشهر، وبسبب ظروف عيني مش قادرة أساعد أسرتي لكن أملنا في ربنا كبير وفي الراجل اللي نزلنا علشان ننتخبه ونديله صوتنا". "أنا جاي لحد هنا علشان انتخب الراجل الطيب اللي بيعشق مصر عبدالفتاح السيسي"، بتلك الكلمات علق عزت على أسباب مشاركته في الانتخابات وحرصه على النزول والإدلاء بصوته، وتابع: "إحنا كلنا لازم ننزل مهما كانت الظروف علشان العالم يعرف إن احنا اللي اخترناه بنفسنا ومحدش فرضه علينا". عزت وزوجته وابنته لا يعملون بأي وظيفة وينفقون من راتب رمزي يتقاضونه لكونهم من مستحقي نسبة ال5% معاقين يقول عزت: "أنا صحيح عل قد حالي، ومرتبنا ما بيكفيش حاجة، بس عندي أحلام كتير زي إني أبقى صاحب كشك اصرف منه على بيتي علشان كده حبيت انتخبه لأني حاسس إن أحلامي وأحلام بنتي ومراتي هيتحققوا على إيديه".
