فى بيتها رائحة خاصة، يمكنك تمييزها بمجرد أن تدخله، فالشموع التى تغطى جميع أركانه تمنحه ميزة خاصة لا تخطئها عين ولا أنف. منال القرشى هى واحدة من أشهر صناع الشموع فى مصر، لديها هوس بفن تشكيل الشمع وإضافة مواد مصرية أصيلة له تجعل كل شمعة تعبيراً خالصاً عن الثقافة المصرية بعكس الشموع التى يتم استيرادها من الخارج. استخدمت النحاس فى تشكيل الشمع، فتجد الشمع وسط قطع نحاسية مكتوباً عليها جمل مختلفة مثل آيات قرآنية، وكلمات: «يارب يخليكى يا أمى» و«الحمد لله» و«وقل رب زدنى علماً»، وتقول منال: «أردت أن يعبر الشمع عن مصريتنا، فأدخلت جميع مكونات البيئة المصرية مثل الورد المجفف وسنابل القمح الذهبية وورق الشجر الجاف، وقطع الفاكهة مثل البرتقال، والزجاج المعشق». بداية منال مع فن تشكيل الشموع ليست حديثة، بل تعود إلى 12 عاماً، فأثناء عملها بالتسويق، تعاملت مع شركة أدوية تريد تسويق أحد المنشطات الجنسية لكن بشكل راقٍ، وكان ذلك وقت عيد الحب، فاقترحت عليهم عمل شموع صغيرة باللون الأزرق مثل لون المنتج، لأنه لا يوجد أرق من شمعة للتعبير عن هذا الحدث الرومانسى، ومن وقتها حتى الآن وهى تقضى ساعات يومها وليلها فى تصنيع الشمع. ترى منال أن المواطن المصرى ما زال يتعامل مع الشموع باعتبارها نوعاً من الرفاهية، أو يستخدمها لأغراض التجميل فقط، رغم أنها ثقافة ويمكن الاستفادة منها فى التخلص من الروائح الكريهة خاصة رائحة السجائر التى يمتصها الشمع تماماً، لذلك يفضل وضع شموع فى المطابخ والحمامات، بالإضافة إلى استخدام بعض الأنواع فى طرد الحشرات الطائرة. وتعطى منال مجموعة من الإرشادات عند شراء أى شمعة: «إذا كانت الشمعة خفيفة فابتعد عنها ولا تشترها، ولمعرفة قوة الرائحة يجب استنشاقها من آخر الشمعة وليس من بدايتها لأن الصين حالياً تضع الرائحة على الطبقة الخارجية الظاهرة فقط».