لا شىء فى المكان ظل على حاله، فكل المعالم التى تشير إلى وجود مدرسة فى هذا المكان اختفت إلا من بقايا علم ما زال يرفرف فوق إحدى البنايات، ولافتة تشير إلى أنها «مدرسة عبدالعزيز جاويش» التى كانت مأوى معتصمى «رابعة»، أما الداخل ففقد كثيراً من الروح، رغم أعمال الترميم والتطوير التى تجرى على قدم وساق للحاق بالعام الدراسى الجديد. فى فنائها «تبوّل» المعتصمون، وفى فصولها «طبخوا» وأكلوا وشربوا، وبين جدرانها ناموا «وتغطوا» بصور الرئيس المعزول، وعندما انتهى الاعتصام رحلوا ليبدأ أصحاب المكان: مدرسون وعمال وطلاب، بالتعاون مع أولياء الأمور، فى إزالة آثار الإخوان المسلمين وأنصارهم، وإعادة المدرسة إلى ما كانت عليه، قلة فقط من الطلاب أصر أولياء أمورهم على نقلهم من المدرسة لعدم قدرتهم نفسياً على الاستمرار فيها بعد الدمار والخراب اللذين لحقا بها، حسن مصطفى، مدرس، تذكر أياماً عصيبة عاشتها المدرسة تحت الاحتلال الإخوانى: «بنوا حمامات فى الحوش، وحولوا الفصول لمطابخ، كنا نشعر بحزن على المدرسة والرائحة الكريهة التى كانت تنبعث منها». سقالات للترميم.. شكائر أسمنت.. معدات أخرى مترامية فى كل مكان.. عمال يعملون بهمة ونشاط، هكذا يجرى العمل على قدم وساق لإعادة رسم ضحكة على وجوه الطلاب الغاضبين مما حدث لمدرستهم، هؤلاء الطلاب، حسب ماجد سعيد، أحد المدرسين، هم الذين هرعوا جرياً إلى المدرسة فور إعلان القوات المسلحة والشرطة فض اعتصام الإخوان للاطمئنان على مدرستهم: «كلنا شاركنا فى عملية تنظيف المدرسة قبل أن تتخذ وزارة التربية والتعليم قراراً بالترميم، شلنا مخلفات المعتصمين بأيدينا، دى مدرستنا من أكثر من 15 سنة وماحدش هيخاف عليها أكتر مننا». لم يتردد محمد رفعت، أحد أولياء الأمور، الذى جاء للاطمئنان على المدرسة، من ارتداء «أفرول» ومساعدة العمال لسرعة الانتهاء من الترميم قبل بدء العام الدراسى الجديد: «كلنا إيد واحدة عشان نرجع المدرسة زى ما كانت». إدارة المدرسة رفضت طلب المديرية بوضع حراسات خاصة على المدرسة، مؤكدة أن هذا الإجراء سيخيف أولياء الأمور «ولا داعى للقلق».