تستمر حالة الجدل حول وجود عدوى الالتهاب السحائي بإحدى مدارس التجمع الخامس بالقاهرة، لكن وزارة الصحة نفت تفشي أي وباء بالمدرسة. وأعلن خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة، أن حالة التلميذ المصاب يمكن توصيفها حتى هذه اللحظة بأنها التهاب فيروسي بالمخ وليس التهابا سحائيا، مشيرًا إلى أن هناك نوعين من الالتهاب السحائي أحدهما فقط معد. وتوضيحا لهذا الأمر، يقول الدكتور علاء عبد الفتاح، أستاذ المخ والأعصاب، أن الالتهاب السحائي يطلق على التهاب أغشية المخ، حيث ينقسم إلى البكتيري والفيروسي والفطري، فضلا عن الالتهاب الذي بنتج عن دخول الميكروبات إلى المخ نتيجة كسر في قاع الجمجمة. وأشار عبدالفتاح إلى أن المصطلح المتداول إعلاميًا يطلق على النوع البكتيري، وهو الأكثر انتشارا، حيث ينتقل عن طريق العدوى التنفسية أو الرذاذ الخراج من الفم أو الأنف، وهو أكثر خطرة على الحياة، وتتمثل أعراضه في ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي، وتغير طبيعة السائل الشوكي. وتابع أن الالتهاب الفيروسي أو الفطري ناتج عن حالات نقص المناعة أو السكر، ونسبة الإصابة به قليلة، كما أنه ينتج بشكل كبير عن فيروس "هيربس" وهو كامن في الجسم ينشط في حالات معينة، مشيرا إلى أن هذا النوع لاينتقل بين الأفراد، وتصاحبه نفس الأعراض لكن بحدة أقل. وفي السياق ذاته، أوضح أحمد كامل، أستاذ مساعد بطب القصر العينى، أن المعدي تتسبب فيه بكتريا "النيسرية"، تنتقل عن طريق الدم إلى الأغشية المحيطة بالمخ أو النخاع الشوكي، وتزداد نسبة الإصابة به في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن خطورته تكمن في عدم التشخيص المبكر، مما قد يسبب مضاعفات تترك آثار جانبية شديدة نتيجة التهاب الأعصاب وتسبب حالة من ضعف الوظائف الحركية والحسية نتيجة تلف أنسجة المخ حتى في حالة القضاء على البكتيريا، فضلا عن التسبب في الوفاة بالنسبة للحالات المتأخرة. وعن كيفية الوصول إلى التشخيص المناسب قال كامل أن العامل الأكبر هو تحليل الدم والسائل الشوكي وأشعة المخ، حيث توضح طبيعة الإصابة فيروسية أو بكتيرية ، وكذلك نوع البكتيريا، للحصول على العلاج اللازم، موضحا أن حالة عدم اليقين تكون في البداية، حيث يتم عمل مزرعة مضادات حيوية لكنها قد لاتكشف عن شيء، خاصة إذا أخذ المرض أي مضادات حيوية قبل العرض على الطبيب المختص، حيث يعتقد الجميع في البداية أنها أعراض نزلة برد طبيعية. وبشأن الإجراءات المتبعة في هذه الحالات، أضاف أستاذ المخ والأعصاب، أنه يتم عزل المريض، وغلق الأماكن التي يتواجد فيها لفترة كبيرة، وتعقيمها، كما يتم إعطاء جرعات مضادة للأشخاص الموجودين في محيطه على سبيل الوقاية، أو القضاء على أعداد صغيرة من البكتيريا قبل انتشارها. وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قد أعلن إغلاق مدرسة الشويفات بالتجمع الخامس حتى نهاية الأسبوع، نظرا لحالة الذعر المنتشرة بين أولياء الأمور بسبب وجود حالات اشتباه بمرض الالتهاب السحائي بين الطلاب، حتى يتسنى لها التأكد من وجود وباء من عدمه.
