فى دراما رمضان.. «سكت الحوار والسنجة اتكلمت»

12 مسلسلا تعتمد على العنف والدم واستخدام السلاح بدلا من الكلام

من يتأمل دراما شهر رمضان يستوقفه شىء بالغ الأهمية، وهو ارتفاع مؤشر العنف بصورة كبيرة، وبينما يرى فريق من النقاد أن العنف الظاهر على الشاشة أمر طبيعى لأن الواقع يؤكد ذلك، يرى فريق آخر من الجمهور أن تقديم البلطجى فى صورة بطل شعبى، والاعتراف بالسلاح كوسيلة لحل المشاكل بين الناس، أمر خطير ربما يؤثر على سلامة المجتمع، ويؤدى مستقبلا إلى تفشى ظاهرة الجريمة.
حول هذه الظاهرة يتحدث الناقد نادر عدلى قائلا: «بكل تأكيد العنف ظاهر بشكل واضح فى عدد كبير من الأعمال الدرامية مثل مسلسلات (البلطجى)، و(طرف تالت) و(رقم مجهول)، وأتصور أنه لا يجب الاندهاش من كثرة مشاهد العنف على الشاشة لأن الواقع يعكس ذلك بالفعل».
وأضاف «عدلى»: «قبل الثورة كانت البلطجة موجودة لكنها كانت تمارس تحت السطح فى عمليات الاستيلاء على الأراضى ولعبة الانتخابات، لكن أعمال البلطجة ظهرت على السطح بشكل كبير بعد الثورة بسبب غياب الوجود الأمنى، وعلى هذا الأساس تغيرت صورة البطل الشعبى، وأصبح البلطجى هو البطل فى الواقع وعلى شاشة الدراما، وفى السينما أيضا أصبحت لغة السلاح فى المقدمة، وأكبر دليل على ذلك فيلم (الألمانى) الذى يعرض الآن ويقوم ببطولته محمد رمضان، وباختصار اتساع مساحة العنف على الشاشة سببه الرئيسى اتساع مساحة العنف فى الواقع».
ويقول الناقد طارق الشناوى: «من المتابعة أستطيع التأكيد على أن العنف الحركى موجود بقوة، ويظهر بوضوح أيضا الاستعانة بالسلاح فى حل المشكلات، لكن هناك عنف رهيب اسمه العنف اللفظى، منذ عامين كان من الصعب أن تسمع لفظا خارجا أو جارحا على الشاشة، لكن الوضع الآن تغير، وأصبحت الألفاظ خارجة أحيانا وعنيفة فى أحيان كثيرة».
ويعلق الكاتب مجدى صابر قائلا: «بصراحة شديدة أنا فوجئت بأن هناك 10 مسلسلات تحتوى فى مضمونها على العنف، وحتى فى مسلسلى الجديد (ابن موت) يوجد عنف ولكن يجب الإشارة إلى أننى كتبت هذا العمل قبل الثورة بأربع سنوات، وأتصور أن ظهور العنف على السطح سببه غياب الوجود الأمنى، بسبب الأحداث الأخيرة التى سيطرت فيها المخاوف على الناس، فهناك مخاوف على الوضع الاقتصادى، وهناك مخاوف من المستقبل السياسى، هذا بالإضافة إلى عدم الإحساس بالأمان، وسرقة السيارات، وحوداث التعدى على الناس، مما جعلهم يحملون سلاحا وصاعقا كهربائيا لحماية أنفسهم من المخاطر التى تهدد حياتهم، ورغما عنى أعترف بأن القوة أصبحت هى المسيطرة على التعامل بين الناس، وغابت الرحمة والمودة إلى حد كبير».