قالت المحللة السياسية بمركز كارنيجى للسلام الدولى ورئيس تحرير دورية «استراتيجيات أوروبا» جودى ديمبسى، فى مقالها بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن العنف الذى انتشر على نطاق واسع قبل وبعد الإطاحة بمحمد مرسى كان ضربة مريرة لمنسقة السياسة الخارجية للاتحاد كاترين أشتون ومبعوث الاتحاد الخاص فى المنطقة «برناردينو ليون» حيث استثمرا عدة أشهر لبناء علاقة مع الجهات السياسية الفاعلة، مع وعود بتقديم المساعدة المالية والاستثمار والتجارة المرتبطة باحترام الحكومة المصرية الجديدة حقوق الإنسان، وكانت «أشتون» تأمل فى أن يكون لاستراتيجية الاتحاد الأوروبى التى تقوم على القوة الناعمة بعض الأثر فى التغلب على الاستقطاب العميق والخطير فى مصر منذ العام الماضى. وتابعت أن العنف والإطاحة بمرسى والملاحقات الأمنية للإخوان أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت استراتيجية الاتحاد التى تقوم على القوة الناعمة لديها أى دور فاعل ومؤثر كى تلعبه فى مصر والمنطقة أم لا، ونقلت عن «ليون» مبعوث أشتون فى مصر قوله: «فى أوائل 2011، بدأنا حواراً مع جميع اللاعبين السياسيين الرئيسيين والمجتمع المدنى وعندما أصبح مرسى رئيساً عبرنا عن أهمية بناء الثقة ووجود عملية سياسية شاملة، لإشراك جميع الأحزاب السياسية فى الحكم بدلاً من استقطاب المجتمع، إلا أن مرسى فشل فى اتباع هذه النصيحة ونتيجة لذلك أصبح الاستقطاب السياسى أعمق وأكثر خطورة. ورأت «جودى» أن «أشتون» ليست مستعدة للتخلى عن سياسة القوة الناعمة للاتحاد الأوروبى فى مصر، حيث أشارت فى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى الشهر الماضى أنها تهدف إلى محاولة بناء حوار سياسى، وأكدت «ديمبسى» أن «أشتون» والاتحاد الأوروبى لا يروا بديلاً عن التسوية السياسية الشاملة باعتبارها الطريق الوحيد كى تتقدم مصر إلى الأمام ولا يمكن لأوروبا مساعدة مصر ودول أخرى مقسمة فى المنطقة إلا باستخدام قوتها الناعمة.