لجأ تنظيم الإخوان، إلى تسيير بضع مسيرات داخل الأحياء والشوارع الجانبية، ضمت العشرات فيما يسمى بمليونية «الانقلاب هو الإرهاب»، أمس، خوفاً من الملاحقات الأمنية، وقبل مثول الجريدة للطبع، كان من المنتظر خروج مسيرة من مسجد يوسف الصحابى بميدان الحجاز لقصر الاتحادية، وسط إغلاق قوات الجيش والشرطة لكافة الطرق المؤدية للقصر. كان تنظيم الإخوان، قد نظم مسيرات ليلية داخل الأحياء، مساء أمس الأول فى حلوان والمعادى وشبرا، وتسببت الأزمة المالية الطاحنة، التى يمر بها فى حشد القليل من أنصاره، فى الوقت الذى فرضت فيه الدولة رقابة قوية، لمنع دخول أية أموال أجنبية للإخوان، وتجميد أرصدة غالبية قياداتها خصوصاً المحبوسين فى «طرة»، الأمر الذى دفع التنظيم لمضاعفة اشتراك العضوية، والاستعانة ببعض رجال الأعمال المقربين لسد العجز. وقال محمد إبراهيم، أحد شباب الإخوان: إن التنظيم لجأ إلى تسيير مجموعات من المسيرات قليلة العدد فى الأحياء والشوارع والمناطق المختلفة والتى تنظمها شعب الإخوان، هرباً من الملاحقات الأمنية والاحتكاك بقوات الجيش والداخلية، مشيراً إلى أن الإخوان ينظمون تلك المسيرات لدقائق معدودة وبعدها يتم الانصراف سريعاً وفض المظاهرة. وأوضح فى تصريح ل«الوطن»، أن التنظيم أصابته حالة من الإنهاك الشديد، ورفض العشرات من شبابه الخروج فى التظاهرات، ما اضطر القيادات إلى استبدال التظاهرات الكبيرة بمظاهرات الأحياء، مشدداً على أن شباب الجماعة يضغطون على القيادات فى سبيل إيجاد حل سياسى ومخرج آمن لقياداتهم، وإنهاء حالة التظاهرات غير المنطقية أو المفيدة فى الشارع. وقال محمد رضوان، أحد كوادر الإخوان الشبابية، ل«الوطن»: «هناك أزمة مالية طاحنة داخل التنظيم، نتيجة الفعاليات المستمرة التى ينظمها، لرفض خارطة الطريق، الأمر الذى دفع القائمين على إدارة الشُعب والمكاتب الإدارية، من قيادات الصف الثانى والثالث والرابع على مستوى المحافظات، إلى زيادة نسبة الاشتراك الشهرى، من الأعضاء إلى 10%، و15% للمقتدرين، بعد أن كانت 5% و7%، من أجل تغطية نفقات الفترة الحالية»، مشيراً إلى أن هناك رجال أعمال مقربين للإخوان يتكفلون بعلاج عشرات الحالات من المصابين، فضلاً عن إعالة الأسر التى استشهد عائلهم الأسابيع الماضية. وعلمت «الوطن» من مصادر إخوانية، أن هناك أزمة كبيرة داخل التنظيم نتيجة الرقابة المشددة من جانب الأجهزة الأمنية على الأموال القادمة إلى الإخوان من الخارج، عن طريق التنظيم الدولى، الأمر الذى عرقل وصولها، وأحدث عجزاً مالياً لدى الجماعة، خصوصاً بعد تجميد أموال غالبية القيادات الإخوانية داخل مصر. وقال محمد كمال، أحد الكوادر الشبابية للتنظيم، إن أنشطة الجماعة الدورية توقفت وأصبحت كل أموالها موجهة إلى الفعاليات الرافضة للانقلاب العسكرى. من جانبه، قال مصطفى عبدالوهاب القيادى بحزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية: «إن الحزب لم يشارك فى المظاهرات التى دعت إليها الإخوان أمس، لأننا نؤكد على ضرورة الخروج من الأزمة الحالية وإعطاء فرصة للحوار والتهدئة ونبذ العنف». وأوضح الدكتور شعبان عبدالعليم، أمين عام مساعد حزب النور، أنهم أقنعوا غالبية أعضاء تنظيم الإخوان بعدم جدوى الخروج فى التظاهرات، قائلاً: إنهم يدركون جيداً أن المظاهرات لم توصلهم إلى نتيجة، ولذلك يجب عليهم أن يشاركوا فى خارطة الطريق أفضل من الخروج فى المظاهرات الفاشلة».