سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شريف طه: هناك أصوات داخل تحالف الإخوان مستعدة لقبول خارطة الطريق إذا وجدت تطمينات المتحدث باسم النور ل«الوطن»: نصحنا الإخوان لكنهم لم يقرأوا الواقع جيداً.. وأضروا التيار السلفى
قال شريف طه، المتحدث الرسمى باسم حزب النور: إن هناك أصواتاً داخل تحالف الإخوان مستعدة لقبول خارطة الطريق التى أعلن عنها الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، فى 3 يوليو الماضى، إذا وجدت تطمينات. وأضاف فى حوار ل«الوطن»: «للأسف تنظيم الإخوان لم يقرأ الواقع جيداً، وحزب النور نصحهم بوجود احتقان شديد فى المجتمع منذ شهور طويلة ومع ذلك لم يلتفتوا إلى هذا الأمر، واستمر هذا الغياب عن الواقع حتى اعتصام رابعة العدوية. وأوضح «طه»، أن انتشار الجماعات الجهادية والتكفيرية فى سيناء، جاء نتيجة تبنيهم لفكر خاطئ عن العقيدة الصحيحة، مشيراً إلى أن العرف المبنى على فكر فاسد لا بد من تصحيحه وتقويمه، ويجب على الدعوة السلفية أن يكون لها دور فى هذا. وإلى نص الحوار: * هناك مبادرة عرضها الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية، للمصالحة وفقاً لخارطة الطريق.. ما موقف الحزب؟ - الدكتور زياد أرسل لنا تلك المبادرة منذ أسبوع، بعنوان «المصالحة»، وهى تأتى وفقاً لخارطة الطريق، وبلا شك موقفنا المبدئى هو الموافقة على أى مبادرة تؤدى إلى مصالحة وطنية شاملة. * هل حزب النور يسعى لأن يكون وسيطاً بين التيار الإسلامى وخارطة الطريق؟ - نحن نرى أن كثيراً من أبناء التيار الإسلامى حين يقرأ المشهد بواقعية يدرك تماماً لماذا اختار حزب النور خارطة الطريق، ونحن سمعنا بأصوات داخل الجماعة الإسلامية تنادى بأنها يمكن أن تقبل بخارطة الطريق، كما كشف محمد ياسين أحد قياداتها عن أن هناك أصواتاً داخل تحالف الشرعية من الممكن أن تقبل بهذه الخارطة إذا وجدوا إجراءات تطمينية تدفعهم لقبولها، ولو وضعنا هذا بجوار تصريح الفريق أول عبدالفتاح السيسى أن مصر تسع الجميع، والدعوات التى دعا إليها، فإنه يجب على من لم يتورط فى العنف من التيار الإسلامى أن يشارك فى العملية السياسية، وأظن أنه يمكن الوصول لهذه المصالحة، وترك معارك تكسير العظام التى تدور حالياً، فالجزائر ظلت 10 سنوات فى معارك تكسير عظام ثم جلسوا إلى المصالحة، ونحن لا نريد أن نمر بهذه التجارب، ثم نجلس للمصالحة بعد ذلك، وعام 54 جرى وضع الإخوان فى السجون لمدة 20 عاماً، ومع ذلك لم تنته الجماعة بل أفرزت بعض الأفكار الخطيرة نتيجة شعورها بالظلم، وكان للهجوم عليها أثر كبير على شعبيتها، ولذلك نحن نرفض مبدأ تعميم العقوبة ضد كل أفراد الإخوان، وإذا كنا فى مبادرتنا الشهيرة تحدثنا عن مصالحة مع ما يسمى بالنظام السابق ممن لم يثبت تورطهم فى جرائم فساد، فنحن نعتنق المبدأ نفسه فى التعامل مع الإخوان، وكما أنكرنا على الإخوان عدم استيعابهم جميع فصائل العمل الوطنى، فلا يمكن الآن أن ندعو إلى إقصاء هذا الفصيل بالكامل، ومن يثبت تورطه بالطرق القانونية فى مخالفات يحاسب ويقدم للعدالة دون أن نعمل بمبدأ تعميم العقوبة على الجميع. * كيف ترى الوضع فى سيناء وما جهود الحزب لحل تلك الأزمة؟ - خلال فترة حكم الدكتور محمد مرسى، شنّت قوات الجيش عملية هناك، وتقدمنا بمبادرة لحل الأزمة، وبعد أن كاد الجميع يوافقون عليها تعطلت لأسباب غير معلومة، ونحن نرى انتشار الجماعات الجهادية والتكفيرية الموجودة هناك تتبنى فكراً خاطئاً عن العقيدة الصحيحة وهذا الفكر لا تكفى مواجهته بالمعالجة الأمنية، فهى مهمة فقط فى حدود القانون والمخالفات القانونية، و«مش معقول أن يقتل شخص آخر، وأقول للأمن لا تتعامل معه بطريقة أمنية.. لكن العرف المبنى على فكر فاسد لا بد من تصحيحه وتقويمه»، وأظن أن الدعوة السلفية التى من أقدر الناس علماً فى هذا الفكر وتضم خبرات طويلة فى التعامل مع هذه الجماعات التكفيرية والجهادية وأثبتت جدارة كبيرة فى مناقشاتها فى تصحيح وتصويب أفكارها، عليها أن تتدخل لتصحيح أفكار هؤلاء وتقويمهم. * كيف تقرأ المشهد السياسى الحالى، خصوصاً المطالبات بحل تنظيم الإخوان؟ - للأسف الإخوان لم يقرأوا الواقع جيداً، ونصحناهم بوجود احتقان شديد فى المجتمع منذ شهور طويلة، ومع ذلك لم يلتفتوا إلى هذا الأمر، واستمر هذا الغياب عن الواقع إلى وقت اعتصام رابعة العدوية، حينما ظنوا أن بإمكانهم من خلال هذا الاعتصام الوقوف أمام الدولة وقطاع كبير من الشعب، وأتمنى أن يدركوا الواقع ويقيّموا سبب الأزمة وتشخيص المشكلة، ويعلموا أن مشكلتهم مع قطاع كبير من الشعب وهم بحاجة للتصالح معهم، كما أن المزيد من الاعتصامات والتظاهر فى الحقيقة يؤجج هذه المشاعر، ولا يؤدى إلى تهدئة، ولذلك ندعو السلطة لعدم تعميم العقوبة، وندعو مؤيدى الدكتور مرسى بأن يرجعوا إلى الشعب ويتصالحوا معه، لأنهم جزء من الشعب والمجتمع، يعملون من خلاله ولا ينفصلون عنه. * ما رأيك فى استخدام الفتاوى سياسياً وتكفير الجيش وحزب النور؟ - بلا شك الفتاوى الخاطئة تشوه صورة الدين الصحيحة، ولا بد أن نفرق بين أمرين، ونقول إن فصل الدين عن السياسية أمر لا يقبله الشعب المصرى، لكن السياسة هى التى تسيّر المجتمع، وعلى سبيل المثال ما زال الدستور المصرى ينص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، ولا يجب أن تشعر المواطن بأنه إذا عارض الإخوان فإن دينه فى حرج، وهذا ما رفضه الشعب المصرى ونحن أيضاً نرفضه، إضافة إلى رفضنا خطاب التكفير المتشدد. * هل التيار السلفى سيكون له دور مهم خلال الفترة القادمة من أجل تصحيح الرؤية العامة لكل من له لحية فى المجتمع؟ - للأسف كثير من الملتحين استطاع الإخوان التأثير عليهم، وأضروا بصورة التيار السلفى ضرراً بالغاً، ونتمنى أن تستطيع الدعوة السلفية التأثير على القطاع الواسع من أجل ترشيدهم، وتوضيح حقيقة المنهج السلفى الصحيح لهؤلاء الذين جرى التأثير عليهم من قبل الإخوان. * ما رؤية الحزب لتعديل الدستور ومواد الهوية الإسلامية؟ - نحن كحزب سياسى «نتصلب فى جانب ونكون مرنين فى جانب آخر»، فنحن نتصلب فى جانب الدين والشريعة التى هى ليست ملكاً لأحد ولا أحد يملك أن يتنازل عنها، وليست محلاً للمساومات، أما الجانب السياسى فبه مرونة كبيرة مع الحرص على الأداء التوافقى، ونرى أن هوية الشعب المصرى إسلامية، والمادة الثانية متفق عليها وليس عليها نزاع، كما أننا مع المادة الرابعة الخاصة بتفسير الأزهر للشريعة، والمادة 81 التى تتحدث عن الحريات نرى أنه يجب أن تكون منضبطة بقيم المجتمع، ونحن متصلبون بمواد الهوية 2 و4و219و81 ولا ينبغى أن يكون عليها خلاف وهى محل توافق مع سائر القوى. * لكن من وافق على مواد الهوية من قبل كالأنبا بولا الآن يرفضها؟ - لأن بعض الرافضين لم يفهم هذه المواد، وعلينا أن نوضح أن مذاهب أهل السنة والجماعة تعنى «الشافعى والمالكى وأهل السنة والحنبلى»، على أن يختار المشرع ما يتفق مع الواقع.