"الإفتاء": رسائل "البغدادي" تكشف هروب "الدواعش" من سيناء إلى ليبيا

ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، أن رسائل أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، إلى عناصر تنظيمه في ليبيا، تكشف عن هزيمة التنظيم في سيناء وهروب العديد من عناصره إلى ليبيا، فارِّين من هَول المعارك التي أشعلوها، وفداحة خسائرهم المادية والبشرية في مواجهة قوات الأمن والجيش المصري.
وأوضح المرصد، في بيان منه اليوم، أنّ البغدادي أعرب عن غضبه في إحدى رسائله، التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط"، من تنظيم "بيت المقدس" في مصر، حيث قال: "بلغني أن سلوكًا غير سويٍّ انتشر بينكم، نشره فيكم القادمون من سرايا بيت المقدس، وهو سلوك أربك صورة الجهاد لديكم. وهذا الخلل أصابكم في مقتل، وعليكم تداركه، معركة بيت المقدس في مصر ليست في معزل منا، لكن عليكم الانتباه إلى أن أفكار إخوتنا في بيت المقدس تتناقض في بعض منها مع أفكارنا، وهي قد لا تكون صالحة في ليبيا. فهم لم يتموا معركتهم في مصر، وقدومهم إلينا ليس بروح جهاد كاملة، لكن هروبًا من حرب أشعلوها، وفشلوا في كسبها. إذن هم عُصبة تحمل بداخلها بوادر هزيمة وَرِدَّة. نساعدهم في العودة إلى ساحتهم. لهم ذلك، (لكن أن) يزرعوا بينكم روح الهزيمة، (فيجب أن) يُعاملوا كالعدو الواجب قتاله".
وتابع المرصد، أن هذه الرسائل تكشف صراحة عن حجم المواجهة العسكرية والأمنية التي يلاقيها التنظيم في سيناء، والتي دفعت العديد من عناصره – وفق رسائل البغدادي – إلى الهروب إلى ليبيا والاختباء هناك خوفًا من ملاحقة الجيش المصري لهم، وهو الأمر الذي أثر بالسلب على الروح المعنوية لإرهابيي "داعش" في ليبيا، ما اضطر البغدادي إلى التهديد بقتلهم إذا استمر مسلسل الهروب من سيناء.
ولفت المرصد، إلى أن رسائل البغدادي تكشف عن جانب مهم في استراتيجية زعيم التنظيم الإرهابي، الساعية إلى التمركز الدائم في مصر وعدم الانسحاب أمام الضربات الأمنية المتتالية، والتمركز الاستراتيجي في سيناء والحيلولة دون تطهيرها من العناصر الداعشية، والانتشار منها نحو محافظات ومدن الداخل المصري، والسعي لإمداد مقاتليها بالدعم المادي والفني الضروري للحفاظ على الوجود الداعشي هناك باعتبارها نقاط تمركز وانطلاق.
وشدد المرصد، على أهمية استمرار المواجهات العسكرية هناك رغم التضحيات الكبيرة التي يبذلها رجال الجيش والشرطة، إلا أن هذه الحضور وما يصاحبه من عمليات تطهير وملاحقة تحقق الأهداف المرجوة منها وتدفع العناصر التكفيرية والإرهابية للهرب نحو دول الجوار.