تأهبٌ تظهر آثاره على وجوه ذوى السترات الواقية من الرصاص، الواقفون عند مدخل قسم شرطة الأزبكية. المكان شبه مظلم، يتمركز عنده 3 من رجال الأمن المدججين بأسلحة آلية، منذ انتهاء الاشتباكات التى دارت الجمعة الماضية بين الأمن وعناصر تنظيم الإخوان. حرّاس القسم الثلاثة لا يسمحون لأحد بالمرور من بابه الرئيسى إلا قوة القسم من ضباط وأمناء شرطة وجنود ومخبرين، أو من يكشف لهم عن هويته وأسباب قدومه إلى القسم. إحدى مدرعات الجيش اتخذت لنفسها موضعاً فى محيط القسم الذى كان ساحة للاشتباكات بين الأمن ومسلحين من عناصر الإخوان، بعضهم من الملتحين والملثمين. أسلاك شائكة نصبتها قوات الجيش صبيحة اليوم التالى للاشتباكات. فى النهار يشير احتشاد عشرات من رجال الشرطة والجيش أمام القسم إلى وضع استثنائى اتخذته السلطات بعدما أصابت طلقات المسلحين رجال شرطة كما أصابت مبنى قسم شرطة الأزبكية ذاته. لا يبعد قسم الشرطة الواقع فى شارع الجلاء كثيراً عن ميدان رمسيس، ما أضاف له خصوصية بسبب وجوده فى محيط الميدان الذى يشهد أحداثاً متجددة. ليلة الجمعة التى دارت فيها الاشتباكات بين قوات الجيش والشرطة والأهالى من ناحية وبين عناصر الإخوان من ناحية أخرى، تسببت فى هروب عدد من المحتجزين بالقسم. يقول أحد المجندين فى القسم «يومها الناس اللى فى الحجز استغلوا فرصة انشغال الظباط والأمناء والعساكر فى الاشتباكات وخلعوا شفّاط الحجز اللى بيرمى الهوا على الشارع اللى ورا القسم وفتحوا لنفسهم فتحة فى جدار الحجز وهربوا منه». بعد هذه الواقعة أصبح قسم شرطة الأزبكية بلا حجز، بعدما تمكن المحتجزون من الهرب. يقول أحد المجندين فى القسم إن «المأمور أمر بفتح غرف الأحراز علشان نحتجز فيها اللى يتم القبض عليهم من الأحداث أو المقبوض عليهم». فى الدور الأول بمبنى قسم شرطة الأزبكية، يوجد ممر قصير، به غرفتان متجاورتان لاحتجاز من يتم إلقاء القبض عليهم. الغرفة اليسرى اعتُقل فيها مجموعة من عناصر الإخوان الذين ألقى أفراد الأمن القبض عليهم خلال اشتباكات الجمعة، بينما خُصصت الغرفة اليُسرى لبقية المحتجزين فى التهم المختلفة. لم تعد التحركات داخل قسم الشرطة الذى تعرض لمحاولة اعتداء من قبل عناصر الإخوان اعتيادية. فى ليلة الجمعة ليلة الاشتباكات عززت وزارة الداخلية القسم بجنود من قطاع الأمن المركزى باتوا ليلتهم فى حراسة المحتجزين الذين ألقى القبض عليهم أثناء اشتباكات رمسيس والأزبكية، واستغل المجندون المحسوبون على قوة القسم الأساسية غياب غالبية ضباط الشرطة وانصرافهم إلى موقع الأحداث فى محيط مسجد الفتح برمسيس، وانصرفوا من العمل. هل ستهدأ الأوضاع أم ستتصاعد؟ هذا هو محور الحديث، وداخل غرفة الاحتجاز بين الموجودين بالقسم. أحد المحتجزين يُدعى خالد حمدى، قال «شاركت الشرطة فى مقاومة الإخوان لكن مسكونى بالغلط فى النهاية وحجزونى لما لقوا فى جيبى فوارغ الطلقات اللى كنت بلمها وقت الضرب».. يضيف الشاب الذى أصيب بجرح غائر عند حاجبه الأيسر «مش مشكلة إصابتى لما أخرج هخيّطها.. المهم إننا نخلص من الإخوان». منذ أحداث الجمعة 16 أغسطس، وكلما سمع الموجودون داخل قسم شرطة الأزبكية صوت إطلاق نيران فى محيط القسم يلتفتون يمنة ويسرة، ينبهون بعضهم البعض لما يحدث بالخارج.