أترك مساحتى، هذه المرة، لعرض رسالة وصلتنى من اسم مستعار هو Land Khayal على أن أعلق عليها المرة القادمة لضيق المساحة.. «إلى محرر صفحة ضفيرة.. منذ فترة ألقيتَ لوماً وعتاباً على من يرسل إليك بكتاباته لأنها لا تتعلق بمشاكل البنات وإنما معظمها متجه للحديث عن الوضع فى مصر، وقلتَ: لا تحاولى أن تقنعينى بأن جميع مشاكل البنات أصبح لها حل.. معك حق فلا يوجد حل لمشاكل البنات خاصة المنطوية على نفسها ولا تشتكى ما بداخلها لأحد، ولكن ألستَ معى أننا نعيش فى مجتمع كله انتقاد للبنت على كل حركة أو فعل تقوم به، سواء كان صواباً أم خطأ، ولا بد للبنت أن تتجرأ وتتمرد على كل كلمة يجب أن تقال لها حينما تقوم بفعل أى شىء حتى لو كان الكتابة، خاصة إذا كانت الكتابة فى موضوع يرى المجتمع أنه عيب كبير إذا تحدثت فيه الفتاة. منذ أن بدأت جريدة الوطن فى الظهور وأنا أتابعها بحثاً عن تلك الصفحة التى انتظرتها طويلا كى أبوح بشىء مما بداخلى دون أن يعلم أحد من أنا، فقط أريد التحدث والفضفضة التى تتحدث عنها، فقد قررت أن أتجرأ وأكتب فى كل موضوع يهم البنت. ولكن سيدى، أتعلم أنى أعيش فى قرية لا تعترف بشىء من هذا، بل أكثر من ذلك، فأنا أكتب لنفسى ولا يعلم أحد أنى أكتب شيئاً. أنا أعيش فى تلك القرية التى لا يوجد بها شبكة إنترنت، أى أننى لا أستطيع التواصل معك، وهذا ما أحزننى، لأننى لم أجد لك طريقاً للوصول إليك غير بريدك الإلتكرونى، وكنت أظن أن هناك عنواناً بالبريد العادى، ولكنى لم أجد. منذ فترة ليست بالقصيرة قمت بإرسال شىء كتبته ولكنى لا أعرف إن كان قد وصلك أم لا لأنى لم أستطع متابعة العدد بعدها لمدة أسبوعين، لأنى لم أذهب للمركز التابعة له قريتى الذى لا أحصل على الجريدة إلا فيه لأنها لا تباع فى القرية ولأنى قد تركت المقالة فى (السايبر) الذى يعتبره المجتمع عيباً كبيراً إذا دخلته إحدى الفتيات. يوجد لدىّ الكثير من الفضفضة التى أريد البوح بها دون معرفة شخصيتى ودون الذهاب لذلك (السايبر)، أريد أن أتجرأ وأحدثك عن مواضيع ومشاكل كثيرة تخص البنات ولا أستطيع الوصول إليك لأن جرأتى لم تصل إلى الذهاب للسايبر وأن أطلب من صاحبه أن يكتب لى مقالاً أتحدث فيه عن شىء يراه عيباً وأن يرسله إليك، لأنه سيلقيه فى وجهى، لكنى الآن تجرأت قليلاً وذهبت للسايبر لكى أرسل إليك تلك الرسالة فهل تنظر إليها بعين الاعتبار وتحقق أمنيتى فى أن أكتب إليك بأن تجعل لك عنواناً بالبريد العادى لكى أتواصل معك. فهل، يا سيدى، تتيح لقرائك ممن لا يمتلكون «إنترنت» أن يرسلوا لك ببعض من الفضفضة؟»