دائما ما تُفضى الفترات الانتقالية إلى الكثير من المفاجآت، المشير حسين طنطاوى -رئيس المجلس العسكرى بعد عهد المخلوع- كان دائماً معروفاً لدى جموع الشعب بزيه الميرى الذى تعلوه النياشين والأوسمة، فيما خرج فجأة عن المعتاد، لتنتشر صوره وهو مرتدى الزى المدنى، بدلة سوداء اللون، تجول بها فى شوارع وسط القاهرة، بالقرب من ميدان التحرير، فانتشرت الدعوات «طنطاوى رئيساً لمصر». خلال الفترة الانتقالية الحالية، ظهر الفريق عبدالفتاح السيسى، خليفة «طنطاوى» على الوتيرة نفسها، لتظهر صوره للمرة الأولى، بعد أن خلع زيه العسكرى، مستبدلاً إياه ببدلة رمادية اللون، ليُغرد له الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»: «السيسى رئيساً لمصر»، ليتحول الظهور بزى مدنى بالنسبة للعسكرى إلى إشارة بدء شائعات ترشحه للرئاسة وطموحه فيها. نوع من أنواع المغازلة، كما تصفه د. ثريا عبدالجواد -أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة المنوفية- مشيرة إلى فترات حكم العسكر لمصر «كانت دليلاً على الديكتاتورية.. بدءاً من جمال عبدالناصر إلى حسنى مبارك»، وأوضحت أن الحكم المدنى مترسخ داخل العقلية المصرية لكن الأجيال التى لم تشارك فى الثورة لم تطالب به، لتعودها على حكم العسكر، وتابعت: «منذ بداية القرن العشرين وإحنا بنطالب بحاكم مدنى.. لأنه مثال للديمقراطية.. كما فى الدول الغربية».. تحلل أستاذة علم الاجتماع السياسى طبيعة المصريين فى التعامل مع صور «طنطاوى» و«السيسى» عندما نزعوا بدلتهم العسكرية: «عدد من الشعب شايف فيهم الأمل فى مدنية الدولة.. وده غير حقيقى»، قبل تأكيدها على قصة البدلة المدنية، التى تحللها «عاوزين يوصلوا للناس رسالة بأن الدولة المدنية ممكن تتحقق عن طريق حاكم عسكرى يرتدى الزى المدنى».