التقى عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، بالمبعوث الأوروبي لجنوب المتوسط، وعدد من سفراء الدول الأجنبية، وذلك في إطار جهود الدبلوماسية الشعبية لشرح حقيقية الأوضاع في مصر، ومطالبته العالم بإدانة واضحة للإرهاب. واستقبل موسى، اتصالاً هاتفياً صباح اليوم، من برناردينو ليون، المبعوث الأوروبي لجنوب المتوسط، حيث دار النقاش بالأساس حول الاجتماع المقرر عقده لوزراء الاتحاد الأوروبي بشأن مصر، ونقل موسى لليون وجهة النظر المصرية بخصوص ما يحدث، وكذلك نظرة المصريين للموقف الأوروبي، وأن العلاقات التاريخية بين الشب المصري والشعوب الأوروبية لا يجب أبداً أن تهتز، وأن مصر تخوض حربا واضحة ضد الإرهاب الذي يضرب في سيناء وأماكن أخرى في الداخل المصري. وأشار موسى إلى أن العرب قد وقفوا إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب وأن مصر تتوقع المثل من الاتحاد الأوروبي لدعم جهود مصر في استئصال شأفة الإرهاب الذي يهددنا جميعاً وليس أي شيء آخر. وفي سياق متصل، التقى عمرو موسى سفراء إيطاليا وهولندا في لقائين منفصلين في مكتبه بناء على طلبهما، ودار الحديث حول الوضع في مصر وحقيقة الأزمة التي وصفها موسى بأنها انتقلت إلى مرحلة الحرب الصريحة على الإرهاب الذي يهدد الدولة المصرية والنسيج المجتمعي في مصر. وشدد موسى خلال اللقائين على أن ما يحدث في مصر ليس خلافاً سياسياً وأن هذا قد أصبح واضحاً بعد أحداث مسجد الفتح التي رأى العالم كله المسلحين وهم يطلقون النار على العزل من مئذنته، والاعتداءات على الكنائس وكذلك الاعتداء الإرهابي على جنود الأمن المركزي في سيناء بكل ما يعنيه. واتفق موسى مع السفيرين على أهمية الالتزام بخارطة الطريق المعلن عنها والمضي بسرعة في الخطوات المطلوبة للعودة للمسار الديمقراطي، كما اتفق الجميع على إدانة الإرهاب بكل صوره وعدم تقبل أن تنزلق مصر أبداً إلى مستنقع الإرهاب وأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سبق وأن قدما دعماً تقنياً وتدريبيا لمصر لمواجهة هذه الأنواع من الإرهاب. وتأتي هذه اللقاءات ضمن مجموعة من اللقاءات والاتصالات التي يقوم بها عمرو موسى مع عدد من الأطراف الأوروبية والدولية استباقاً لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن مصر. وقال القيادي بجبهة الإنقاذ، إن المجتمع المدني المصري يواجه الآن نشر الدعاية المغلوطة والتي يوجهها البعض ضد مصر لتصوير أن الدولة هي التي تقوم بأعمال عنف، ولكن يجب أن نوضح الأمور ونبرهن أن الدولة تدافع عن أمن المواطنين. وتابع: "متابعتي الآن لأداء حكومة الدكتور حازم الببلاوي أرى أنها أفضل من الحكومة السابقة، وأنها تسير في الطريق الصحيح من أجل إنقاذ البلاد من الوضع الخطير الذي نمر به الآن"، مضيفا أن "الوضع الحالي الآن متوتر ومؤسف، ولكن لا يجب أن يكون محل يأس". وأوضح: "مصر الآن تخوض معركة قوية ضد الإرهاب في عدة أماكن على أرض الوطن، ويجب أن ننتصر فيها وألا نتراجع، حتى نقضي على الإرهاب نهائيا". وحول الموقف التركي المعادي لمصر في الفترة الأخيرة، قال موسي: "أنا أوجه الرسالة لأؤكد لهم أن الفرصة لازالت قائمة، وأنه لا يصح أن تقتصر تعاملاتهم مع مصر في جماعة الإخوان، وأنه يجب أن تدار العلاقة بين البلدين بطريقة مختلفة، ويجب عليهم أن يضعوا في الاعتبار الملايين التي خرجت في 30 يونيو وألا تستعديها". وطالب موسى، الجميع بضرورة تفهم وضع الفترة الانتقالية، وأنها بطبيعة الحال فترة غير عادية في كل جوانبها نظرا لحدوث تغيرات اجتماعية وسياسية، داعيا الجميع إلى تحمل المصاعب التي نواجهها، فضلا عن دعوته الدول المهتمة بالشأن المصري بدعم الشعب المصري في موقفه. وأكد موسى، على أن خارطة الطريق واضحة، وأن المصريين ماضون في تحقيق الديمقراطية التي تستحقها مصر، مشيرا إلى أن هناك جدولا زمنيا لتعديل الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية أيضاً ستتبع بوضع الدستور والذي بدأ في الحدوث بالفعل.