كالعادة، عاد الهدوء الحذر في شبه جزيرة سيناء في النهار فقط لتسود أجواء العنف مرة أخرى إلى سيناء في المساء. وشهدت سيناء طوال ال24 ساعة الماضية، أحداثا مؤسفة، وخاصة عملية مذبحة رفح الثانية، والتي راح ضحيتها 26 مجندا من قطاع الأمن المركزي، وما أعقبه من عملية استهداف وقنص لضابط في الشرطة برتبة مقدم، وما شهدته العريش في المساء من انفجار ضخم هز الضاحية الشرقية في العريش، وما أعقبه من هجوم مسلح على عدة مقار أمنية في الضاحية مثل قسم أول العريش والسجن المركزي وإدارة المرور ومديرية أمن شمال سيناء ومبنى المخابرات الحربية، وما أعقبه من تبادل واشتباك مسلح لإطلاق الرصاص في حرب شوارع دارات رحاها في شوارع الضاحية الشرقيةبالعريش، والتي تقع فيها غالبية الأجهزة الأمنية والسيادية في شمال سيناء. ومازال الحزن الشديد يخيم على أهالي سيناء عقب عملية مذبحة رفح الثانية التي حدثت صباح أمس. ورفعت الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة، استعداداتها في سيناء، حيث تم إغلاق شبه جزيرة سيناء وعزلها عن باقي محافظات القطر المصري وتم إغلاق منطقة رفح والشيخ زويد. وهناك إجراءات أمنية مشددة على جميع الطرق الرئيسية والفرعية ومداخل ومخارج سيناء، حيث تتم عمليات تفتيش دقيق لكل الداخل والخارج من سيناء. وصرح مصدر أمني مسؤول، أن سيناء الآن مغلقة تماما من كل المعابر الخارجية مع غزة في معبر رفح البري ومع إسرائيل في معابر كرم سالم والعوجة وطابا السياحي، وهناك إغلاق كامل لكوبري السلام فوق قناة السويس ونفق الشهيد أسفل القاة والمؤدي إلى وسط سيناء حيث أصبحت سيناء أرض معارك حربية، وهناك عمليات تمشيط مستمرة بحثا عن منفذي عملية مذبحة رفح الثانية، وأن جميع القوات من الجيش والشرطة رفعت حالة الاستعداد القصوى، وأصبحت شبه جزيرة سيناء ثكنة عسكرية، حيث لا يظهر فيها سوى المدرعات والمجنزرات وذلك كله وسط تحليق مكثف لطائرات الأباتشي فوق سيناء نهارا ومساءً. وأعرب المصدر الأمني، عن قرب ضبط منفذي عملية ومذبحة رفح الثانية، حيث هناك معلومات لدى الأجهزة الأمنية ستؤدي إلى سرعة القبض على منفذي العملية في وقت قريب جدا، وأن هناك تعزيزات عسكرية شاملة ستصل إلى سيناء خلال 24 ساعة من الجيشين الثاني والثالث الميداني. فيما أغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري مع قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي. وما زال سلاح المهندسين في الجيش المصري يواصل عملياته في البحث عن الأنفاق وتدميرها وهما أول بأول، وذلك على الشريط الحدودي بين مصر وغزة، حيث تم اكتشاف وهدم وتدمير نفقين خلال الأسبوع الجاري.