أعلن ناصر القدوة -رئيس مؤسسة ياسر عرفات- الخميس، أن عائلة عرفات والمؤسسة تتهمان إسرائيل بقتل الزعيم التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية بمادة البولونيوم المشعة. وقال القدوة ابن أخت عرفات "منذ استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات قلنا إنه تم اغتياله بالسم ولم يكن لدينا دليل مادي ملموس، لكن بعد تحقيق قناة الجزيرة والتأكد من أنه تم تسميمه بمادة البولونيوم، لم يعد الموضوع مجرد قرائن وشكوك، والدليل المادي حصلنا عليه". وأضاف "نحن نوجه لإسرائيل تهمة قتل ياسر عرفات وتسميمه بهذه المادة القاتلة ونطالب بمحاكمة ومحاسبة المسؤولين عن اغتياله ومحاكمة من نفذ عملية الاغتيال". وقال القدوة "كنا نشك بأن عرفات تم اغتياله بسبب التدهور المفاجئ في صحته، ولكن ما عزز شكوكنا هو تقرير المستشفى الفرنسي الذي عولج فيه عرفات حتى وفاته؛ حيث توجد فيه فقرة تقول إن سبب الوفاة ليس من الأمراض المعروفة لدينا، ومن ثم المستشفى الفرنسي أشار بطريقة غير مباشرة إلى أن سبب الوفاة غامض". وتوفي الزعيم الفلسطيني في 11 نوفمبر 2011 في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي في كلامار قرب باريس. وأجرى معهد "رادييشن فيزيكس" في لوزان تحليلا لعينات بيولوجية أخذت من بعض الأغراض الشخصية لعرفات التي تسلمتها أرملته سهى من المستشفى العسكري في بيرسي. وعثر المعهد على "كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم"، كما أفاد شريط وثائقي بثته قناة الجزيرة في 3 يوليو. وأعلن مكتب محاماة باريسي الثلاثاء أن سهى عرفات كلفته تحضير دعوى قضائية ضد مجهول أمام القضاء الفرنسي. وأعلنت سهى عرفات الأربعاء الماضي أنها ستوجه "رسالة رسمية إلى المختبر السويسري الذي أجرى الفحوصات للسماح بجمع عينات من رفات الشهيد عرفات بهدف التحقق من النتائج". وأوضح القدوة الموجود في جنيف أن "مؤسسة عرفات اتصلت مع المختبر السويسري وأبلغتهم أنها لا تمانع في فحص عينة من جثة الرئيس الراحل إذا اقتضت الحاجة والضرورة لذلك"، وأضاف "سنوافق على فحص الجثمان إذا اقتضت الحاجة". ونشرت السلطة الفلسطينية الخميس جميع التقارير الطبية الخاصة بظروف وفاة عرفات وخاصة تقرير مستشفى بيرسي في فرنسا على الموقع الالكتروني لمؤسسة ياسر عرفات. وقال رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في ظروف وفاة عرفات، الدكتور عبد الله البشير، خلال مؤتمر صحافي في رام الله إن "الأعراض التي ظهرت على الرئيس الراحل قد تؤكد وفاته بمادة البولونيوم المشعة، أو غيرها"، مشددا على "وجود الفرضية السمية اي وفاته بالسم". وأشار البشير "إلى أن التقرير الطبي الفرنسي لم يتمكن من الوصول إلى سبب معروف للحالة التي أدت إلى الوفاة، والتطورات المرضية لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض، وتطورات الحالة المرضية لا يتفق مع مرض طبيعي، ولكن مع مادة سمية". وأكد أن "هناك مواد في التقرير الطبي لم يتم الكشف عنها بسبب الظروف المحيطة، ومستشفى بيرسي الفرنسي قال إن القوانين وأصول الإجراءات لا تسمح له بالرد بالإيجاب". وأوضح البشير أن "المراسلات الرسمية بين السلطة الفلسطينية والمختبر السويسري الذي توصل إلى وجود تسمم بالبولونيوم بدأت وهناك إجراءات ستتخذ من أجل حضور وفد من المختبر السويسري لأخذ العينة".