قدره أن يتولى مناصب سيادية فى حكومات مؤقتة، فقبل عامين كان وزيراً للمالية، ونائباً لرئيس الوزراء فى حكومة الدكتور عصام شرف عقب اندلاع ثورة 25 يناير، والآن هو رئيس وزراء أقل الحكومات حظاً. الدكتور حازم الببلاوى، الذى تولى عدة مناصب أهمها «مستشار صندوق النقد العربى بأبوظبى» و«وكيل الأمين العام للأمم المتحدة» و«الأمين التنفيذى للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا»، يعتبره الكثيرون «موسوعة اقتصادية بدرجة مفكر» و«باحثاً يمتلك من المؤهلات ما يجعله على قدر كبير من المسئولية، ليتخذ قرار فض اعتصامى (رابعة العدوية) و(النهضة) بالقوة». ولأنه اعتاد على المسئولية فإنه لم يتنصل منها، بل خرج ليعلنها على الجميع بأنه طلب من وزير الداخلية التعامل مع الاعتصامين. يتحدث عن إيمانه بحرية الرأى والتعبير فى الأطر القانونية، لكنه يأبى ويقف بالمرصاد لاعتصامات «خرجت عن سلميتها» و«أرهبت المواطنين» و«قتلت وعذبت وحرضت باسم حرية التعبير». «الببلاوى»، الذى قدم استقالته من حكومة الدكتور عصام شرف عقب وقوع أحداث ماسبيرو واستخدام القوة مع المتظاهرين السلميين فى ذلك التوقيت، لم يناقض نفسه فى قراره هذه المرة بفض اعتصامات مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، فعلى حد تعبيره: «حين يتعلق الأمر بترويع المواطنين وتعذيبهم والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، فإن الأمر هنا يتعلق بسيادة الدولة». يلخص «الببلاوى» مشاهد العنف والانفلات الأمنى، التى شهدتها البلاد عقب فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»، بأنها مست سيادة الدولة، هنا فقط يضطر إلى اللجوء إلى فرض حالة الطوارئ كارهاً إياها بوصفها «أبغض الحلال». قبل توليه الحكومة بأشهر قليلة كان يهاجم تنظيم الإخوان المسلمين لعلاقاتهم المشبوهة بالأمريكان، فكتب مقالات فى عهد الرئيس المعزول تفيد بذلك، وكتب عن أن سبب تفضيل أمريكا لحكم الإخوان ذى الاتجاهات الإسلامية هو منح إسرائيل المشروعية الشعبية. المسئولية التى حملها «الببلاوى» على عاتقه بقرارات فض الاعتصامين، الذى راح ضحيته أكثر من 400 شهيد، تجعله من الرجال القلائل الذين يعترفون بمواقفهم مهما كانت نتائجها، فيصف المشهد تدريجياً بالمبادرات التى طرحت لحل الأزمة، والتى باءت بالفشل، ثم تحذير المعتصمين بإجراءات الفض الوشيكة، وتأجيل تنفيذ القرار لما بعد عيد الفطر.. خطوات تدريجية ذكرها «الببلاوى»، وهو آسف على الدماء التى سالت. يحمل الرجل المسئولية على عاتقه ويستمر فى إدارة أكثر المراحل الانتقالية حرجاً وأشدها قسوة، يعد بانتهاء حالة الطوارئ فى أقصر فترة ممكنة، لكنه لا يزال فى مواجهة إرهاب لا أحد يتوقع مخططاته ولا تحركاته فى تدمير دولة وشعب بأكمله.