لم يتمالك بيتر هيجز، الأب الروحى لمشروع «الجسيم هجز» المسمى باسمه، دموعه أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقد فى 4 يوليو، للإعلان عن اكتشافه، الذى قضى 50 عاما من حياته بحثا عنه. بدأ هيجز البحث عن هذا الجسيم المراوغ فى عام 1964، ولم يفقد الأمل فى الوصول إليه، رغم تشكيك بعض العلماء فى جدوى أبحاثه، ومنهم عالم الفيزياء المعروف ستيفن هوكينغ، الذى سارع بتقديم 100 دولار ل«هيجز» موضحا للصحفيين أنه راهنه عليها إن نجح فى التوصل للجسيم، وقال إنه سعيد لخسارته هذا الرهان. حاول هيغز وفيزيائى بريطانى بارز، خلال ال 50 عاما الماضية، أن يفسر أصل الجزيئات الأولية الموجودة فى الطبيعة، من خلال آلية «هيجز» التى ساهم فيها عدد من العلماء، وكان من بين تصوراته وجود جزء من ذرة يمثل الأصل المكون للجزيئات الأولية فى الطبيعة. لم يجد هيجز دليلا على وجود الجسيم، وأصبح هدف مؤسسة سيرن السويسرية التى اشترك فيها لاحقا البحث عن الجسيم المنشود. كانت قناعته، التى ثبت صوابها، أن الجسيم السبب فى حدوث التصادم بين الجزيئات الأولية، ما ينتج عنه وجود الجزيئات والذرات الأخرى. بيتر «83 عاما» الذى مازال أستاذا زائرا فى جامعة ليدز المتخصصة فى البحوث العلمية، صاحب نظرية القوة الكهربائية الضعيفة، التى ينتج عنها تحول البروتونات الموجودة فى الشمس إلى نترونات، تندمجا معاً، مشكلة مصدرا لطاقة الشمس. بدأ البروفسور هيجز حياته العلمية طالبا فى جامعة مانشستر، وتخصص فى فرع الفيزياء النظرية، وسبق له العمل أستاذا فخريا فى جامعة مانشستر ل4 أعوام، وأستاذا للهندسة الكيميائية لمدة 8 أعوام، كما عمل فى جامعة أدنبرة الملكية فى فرع الفيزياء النظرية، ونال عضويتها الفخرية، وله الكثير من النظريات فى الجزيئات المكونة للأرض. أكد الأب الروحى لاكتشاف جسيم «هيجز» بيتر هيجز، أنه ليس لديه أدنى فكرة حتى الآن عن الآثار العملية المترتبة على اكتشاف الجسيم «هيجز». ورفض العالم البريطانى فى أول مقابلة صحفية له، بعد إعلان اكتشافه، فى جنيف، الحديث الدائر عن أن اكتشاف هذا الجسيم يعنى عدم وجود إله للكون، مؤكدا أن تعبير «جسيم الله» الذى أطلق على جسيم «هيجز» مجرد مزحة من أحد العلماء. وأوضح أن هذا العالم نفسه سمى الاكتشاف ب«الجسيم الملعون»، لأن اكتشافه كان فى غاية الصعوبة. مضيفا: «لست مؤمنا، إلا أننى أعتقد أن التسمية سوء استخدام لغوى، قد يجرح مشاعر كثير من المتدينين». من ناحيته صرح المتحدث باسم فريق العلماء الذى أجرى التجارب فى المركز الأوروبى للأبحاث النووية خلال مؤتمر صحفى عقد فى جنيف مؤخرا، أن هذا الاكتشاف يعتبر نتيجة أولية لكنها نتيجة قوية وتمثل أرضا صلبة يرتكز عليها البحث العلمى فى هذا المجال. وأضاف «رولف هوير» المدير العام للمركز الأوروبى للأبحاث النووية أن ما حدث يمثل علامة فارقة فى فهم الإنسان للطبيعة، كما يفتح الطريق أمام المزيد من الدراسات التفصيلية التى ستسلط الضوء على أسرار أخرى للعالم الذى نعيش فيه. أخبار متعلقة: هكذا بدأ الكون حجر الزاوية المفقود في الفيزياء النووية مأزق «نوبل».. من يفوز بجائزة الاكتشاف؟ مفاجأة: مصر شاركت فى اكتشاف هيجز ب30 عالماً و4 ملايين جنيه سنوياً