فى مكتبه بنادى القضاة، يجلس المستشار منزعجاً أمام التليفزيون من بيان رئاسة الجمهورية العاجل الذى تبثه نشرات الأخبار، الدكتور محمد مرسى أمر لتوه بإعادة انعقاد جلسات البرلمان، المنحل بقرار من المجلس العسكرى، ينتفض القاضى بعدما حرّك لسانه بصعوبة كى يبلّل شفتيه، يمسك سماعة تليفون مكتبه ليطلق تصريحاته الرافضة لقرار رئيس الجمهورية «ليس أمام الرئيس سوى 36 ساعة للعدول عن قراره، وإلا سيتم تعليق العمل بالمحاكم والإضراب» ثم يضع السماعة فى مكانها. لم يكن رئيس نادى القضاة راغباً أثناء العهد المباركى فى الخوض فى حقل السياسة بتصريحات أو إبداء آراء، وظيفته -كما صرح هو- تقتصر على توفير رحلات الحج والعمرة ومصايف وأدوية للقضاة وذويهم، الحال بعد الثورة لم يعد كسابق العهد، يقف المستشار الزند حائطاً صلداً بوجه قوى سياسية، مطلقاً تصريحاته البعيدة عن دوره الاجتماعى كرئيس لناد اجتماعى لقضاة مصر. يجلس أمام كاميرات المصورين، يهدد بسبابته، يتوعد «نحن كقضاة لن نقفز على القانون كما فعل البعض وما زال يفعل، لكننا سنسلك الوسائل المشروعة لإفشال محاولة إحباط قرارات المحكمة الدستورية العليا، لكننا لن ننفذ أى قانون يصدره مجلس الشعب الحالى». القاضى الذى تمكن من الإطاحة بتيار استقلال القضاء فى انتخابات 2010 بنادى القضاة، عارضهم فى انضمامهم لاعتصامات ميدان التحرير فى 2011 التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، يعارض القضاة المشاركين بثورة يناير «لا أقبل أن تدخل أوشحة القضاء فى معارك سياسية». زند ما بعد الثورة خاض معارك سياسية مع كثيرين من أبناء الصف الثورى، معاركه السياسية دفعت بعضاً من خصومه للنيل منه بإبراز دوره فى تكبيد نادى القضاة خسارة مالية 15 مليون جنيه نتيجة بيع أرض تابعة للنادى فى بورسعيد بأقل من قيمتها. ولجأ بعضهم إلى صورة فوتوغرافية يقف فيها مرتدياً زياً أزهرياً، الصورة التى تتهمه بالاشتغال فى عمل ثانٍ، بما يعد مخالفة للقانون الذى يحظر على القاضى العمل فى مجال آخر طالما ظل فى ساحة القضاء. تتأذى أذناه لسماع هتافات تطالب بتطهير القضاء المصرى أو استقلاله، يدعو إلى مؤتمر صحفى على خلفية الرفض الشعبى والبرلمانى لأحكام البراءة التى نالها نجلا الرئيس السابق، ومساعدو وزير داخليته، يعلق على هتافات «الشعب يريد تطهير القضاء» بقوله «ده كلام فارغ»، الدعوات لتطهير القضاء لديه «أمور فارغة»، ودعوات بعض القضاة بسرعة تحقيق استقلال القضاء «أمور أقل من الحدث» دائماً. استهواه الوشاح الأخضر، فبذل الزند -المولود فى طنطا- الغالى والنفيس كى يعتلى المنصة، وأعير لفترة فى دولة الإمارات العربية، ثم عاد ليشغل منصب رئيس نادى قضاة طنطا، ثم رئيس نادى القضاة، وقتها راح يطالب بقانون يورث مهنة القضاء لأبناء القضاة حتى وإن كانوا من الحاصلين على تقدير «مقبول» فى دراستهم بكليات الحقوق.