شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيطاليا توترا عقب سحب إيطاليا سفيرها في القاهرة العام الماضي، ورغم ذلك استمرت المشروعات الاقتصادية العملاقة التي أقامتها إيطاليا في مصر العامين الماضيين. كانت مصر قد وقعت في يونيو 2015 اتفاقا مع شركة إيني الإيطالية سادس أكبر شركة نفط بالعالم لتنفيذ أنشطة استكشافية وتنموية بملياري دولار على مدى أربعة أعوام، وهو عبارة عن اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي بمصر في البحر المتوسط وهو ما يعرف ب"حقل ظهر". وتعمل "إيني" الإيطالية في حقل "ظهر" بامتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، بالإضافة إلى توقعيها لاتفاقي امتياز جديدين مع وزارة البترول للتنقيب في منطقتي شمال الحماد وشمال رأس العش بالبحر المتوسط قبالة السواحل المصرية رغم الأزمة الموجودة بعد سحب السفير الإيطالي في مصر إلا أن الجانب الإيطالي لم يعمد إلى إيقاف ذلك المشروع الضخم، حيث يبلغ حجم الاستثمارات التي رصدتها شركة إيني الإيطالية خلال عام 2017 حوالي 3.5 مليار دولار، وهو الرقم الذي يجعل من مصر أكبر دولة تستثمر بها الشركة ضمن 53 دولة تعمل بها إيني، ما يدعم ويقوي العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ورغم تفاقم الأزمة سياسيا إلا أن الجانب الايطالي حرص على تدعيم العلاقات الاقتصادية فقام الجانب الإيطالي بدعوة مصر للمشاركة في معرض "ديل ميبل" للأثاث، الذي أقيم في إيطاليا في شهر أبريل من العام 2016 وشهد مشاركة موسّعة من شركات الأثاث المصريّة، حيث قدمت تلك الشركات نماذج رائعة للأثاث المصري والذي بدوره فتح آفاقا للتعاون مع شركات إيطالية تعمل بالأثاث لفتح مشروعات بمنطقة دمياط بمصر وإنّ مصر لم تتلقّ طلباً من إيطاليا برغبتها في إلغاء مشاركة مصر على خلفيّة التوتّر بين البلدين. كما عرضت كثيرا من الشركات الإيطالية رغباتها في التوسع والاستثمار في مصر حيث أعلنت مجموعة شركات "بيرتازوني" الإيطالية، إحدى أبرز الشركات العالمية، ضخ استثماراتها في مصر، خاصة في منطقتي محور قناة السويس والعاصمة الجديدة والمثلث الذهبي والطاقة، فضلا عن مشاريع الموانئ والطرق، لتقدر بقرابة 55 مليون يورو، وتم الاجتماع أيضا مع أكثر من 30 شركة من الجانب الإيطالي لمناقشة سبل التعاون بين البلدين. وتتنافس شركة "أيوك" المملوكة لشركة "إيني"، و"بى بي"، و"أديسون"، وكلها شركات إيطالية، على مواقع الامتياز حيث تمتلك الأولى 6 مناطق، بينما تمتلك "بي بي" 7 مناطق، فيما تمتلك "أديسون" 5 مواقع، لتحصد الشركات الإيطالية النصيب الأكبر من مواقع الامتياز فى المياة العميقة، ويبدو هذا مؤشر جيد على قوة العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيطاليا.