لم يكن يتوقع نذر المزكي، مراسل قناة أبو ظبي الرياضية، أن يسوقه القدر خلال تصويره أحد التقارير بمدينة الإسكندرية عن البطولة العربية، لعلاج طفلة كان يحملها والدها بين ذراعيه ويجوب بها في الشارع بحثاً عن علاجها. القصة بدأت عندما كان يتجول "منذر" بين المواطنين في مدينة الإسكندرية لاستطلاع أراءهم، فما كان منه إلا ان وجد نفسه امام مواطن يركب "توك توك" فبادرة "أهلاوي ولا زملكاوي" فظل الرجل صامت وعلى وجه علامات الحزن الشديد، فسأله المراسل "ليه حزين؟" ليبادره بالرد "بنتي حالتها حرجة وبتموت". الاب المكلوم والطفلة التي لا حول لها ولا قوة، دفعا "منذر" وفريق العمل إلى عرض المساعدة على أشرف سمير، والد الطفلة رميساء، إلا أن عزة النفس لدى والدها دفعته لرفض العرض، طالباً منهم الانصراف، الا أن مراسل قناة أبو ظبي الرياضية، لم يتركه وشأنه وذهب ورائه إلى المنزل وأصر على مساعدته هو وفريق العمل بالكامل، وأخذوا الطفلة في السيارة الخاصة بالقناة متجهين إلى مستشفيي الشاطبي: "إحنا مؤمنين ان الاستثمار الحقيقي في الانسان...الرياضة والبطولة بتروح لكن الانسان ما يتعوض وبكرة نشوف رميساء وزيرة أو سفيرة أو حتى طبيبه تعالج المرضي". حرص "منذر" على متابعة الحالة الصحية للطفلة رميساء، جعله ينتظر هو وفريق العمل قرابة ال 4 ساعات بجوار والدها خارج غرفة العمليات حتى تنتهي العملية ويتم شفاءها من العيب الخلقي الذي لازمها منذ الولادة والذي يعيق عملية الإخراج: "الصبح تواصلت مع والدها وطمني عليها... حقيقي عنده عزة نفس كبيرة وتليفوني كل اللي بيتصل بيه مصريين يشكروني الناس متعاطفة مع ردة فعل الغلبان". وتابع: "زايد علمنا ان بناء الانسان هو البناء الحقيقي.. وإن لفلوس مش لازم تترمي في العقار ممكن تترمي في الانسان". تغيير وجه والده الطفلة "رميساء" من الحزن إلى الفرح بعد إتمام العملية بنجاح، هو هدف دولة الإمارات العربية المتحدة، حسب مراسل قناة أبو ظبي الرياضية. وتابع: "أبوها أصبح فرحان وسعيد بحالة بنته اللي كانت ما تنام ودا عندي كبير وعظيم وبكرة نشوف البنت دي ست مصرية عظيمة تخدم وطنها مصر".