جسده الممتلئ، ووجهه المنتفخ الذى ضاعت ملامحه بفعل نظارة مقعرة كبيرة تبرز أسفلها شفتان يصبغهما بلون يتماشى مع سمرة بشرته التى تعود لجذوره الأسيوطية، وباروكة كثيفة الشعر قصيرة تحاول أن تكسبه أنوثة وهمية، أشياء تتجمع جميعها لتفرج أسارير من يراه للوهلة الأولى، تعلق المشاهدين بوجهه المرسوم وحركاته الكوميدية منذ ظهوره الأول على شاشة التليفزيون فى أواسط السبعينات، ليصنع مجدا حقيقيا بشخصية «زكية زكريا»، التى أحبها الملايين وتعلقوا بها، إنه الفنان إبراهيم نصر الذى تربع فى عالم الكوميديا لسنوات طويلة فذاع صيته فى التسعينات وصارت له بصماته المعروفة والتى لا يتقنها غيره فى الكوميديا. منذ بلوغه العاشرة من العمر بدأ فى تقليد أقربائه، وأصبح المقلد والكوميديان الذى يضحك العائلة بسبب موهبة حباه بها الله سبحانه وتعالى، فاشترك فى فريق التمثيل بالمدرسة وظهر فى أول عمل مسرحى بمدرسة عثمان بن عفان بحى شبرا، لتبدأ رحلته مع التمثيل والكوميديا، رغم أن بدايته فى التليفزيون كان بتمثيله لدور درامى، ثم ظهر كمنولوجيست يقلد النجوم الكبار، وشارك فى مجموعة من برامج الأطفال فى ذلك الوقت. وتوالت شهرته الفنية حتى قام بتمثيل وبطولة عدة مسلسلات تليفزيونية منها «حكاية لها العجب» و«الزمن المر» كما شارك فى عدة مسرحيات إلا أن موهبته الكوميدية طغت على كل أعماله، خاصة بعد تقديمه برنامج الكاميرا الخفية الذى كان يقدمه سنويا فى شهر رمضان، الذى نال شهرة كبيرة حتى إنه اقترن اسمهما ببعض، فارتبط رمضان فى أذهان الكثيرين ببرنامجه الكوميدى الذى انتظروه ليشاهدوا الضحايا الجدد فى حلقاته الشهيرة التى دائما ما يختتمها بتصريح من الضحية بإذاعة الحلقة التى سجلها سرا «عايز تذيع قول ذيع»، لزماته ظلت عالقة فى الأذهان؛ فسبابته اليمنى وصرخته فى وجه ضحاياه بكلمته الشهيرة «بخ» كانت محور فكاهات الكثيرين، ما بين «بخ» و«يانجاتى انفخ البلالين علشان عيد الميلاد» إيفهات وجدت طريقها للشهرة مثلها مثل صاحبها، كما أن الشخصية الكوميدية «زكية زكريا» التى لاقت قبولا واسعا من المشاهدين فى برنامج الكاميرا الخفية، كانت بداية فكرة لعمل سلسلة كوميدية لشخصية زكية زكريا فقام بعمل مسرحية «زكية زكريا والعصابة المفترية»، وبعد نجاح العمل المسرحى عن نفس الشخصية التى كانت سببا فى شهرة صاحبها قام بعمل فيلم «زكية زكريا فى البرلمان»، بصورة جعلته متربعا على عرش الكوميديا لسنوات طويلة، ومن أشهر أعماله السينمائية كانت «مستر كاراتيه» و«شمس الزناتى»، و«غراميات سايس» و«محطة الأنس»، ليسجل إبراهيم نصر تاريخا من الأعمال التليفزيونية والسينمائية والمسرحية تضعه ضمن العلامات البارزة فى الكوميديا الضاحكة.